للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فَصْل

قالَ الخليلُ «١» بنَ أحمدَ رَحمَه اللّاه: «فإِنْ وردَتْ عليكَ كلمةٌ رُباعيّةٌ أو خُماسيَّةٌ معرَّاةٌ من الحُروفِ الذَّلْقيَّة، أو منَ الحروفِ الشَّفَويَّة، لا يكونُ في تلكَ الكلمةِ من هذهِ الحروفِ حَرفٌ واحدٌ أو اثنانِ أو فوقَ ذلك. فاعْلَمْ أنّ تلكَ الكلمةَ محدَثَةٌ مبْتَدَعَةٌ ليستْ من كلامِ العربَ».

قالَ الليثُ: «فقلتُ للخَليل: كيفَ تكونُ الكلمةُ المولَّدَةُ المبتَدعة؟ فقالَ: تكونُ مثلَ: الخَضَعْثَج، والكَسّعْطج، وأشْباهِ ذلك، فلا تَقْبلنَّ منهُ شيئاً، فإِنَّ النَّحاريرَ منهُم ربّما أَدْخَلوا على النّاسِ ما ليسَ من كلامِ العَرَب إِرادَة اللّبس والتعنُّت».

فكلُّ كلمةٍ رُباعيَّةٍ أو خُماسيَّةٍ ليسَ فيها حرفٌ من الحُروفِ الذَّلْقيَّةِ أو الشَّفويَّةِ فهيَ مولَّدَةٌ مبتدَعَةٌ؛ إِلّا نحواً من عَشْرِ كلماتٍ جِئْنَ شَواذاً، وهي: العَسْجَد، والعَسَطُوس، والقُدَاحِس، والدُّعْشُوقة، والدَّهْدَعة، والدَّهْدَقَة، والزَّهْزَقة. وإِنّما عرينَ من هذِه الحُروفِ لأنَّ فيها العَيْنَ والقَافَ، ولم يدْخُلا في بناءٍ إِلا حَسَّناه، لأنّهما أَطْلَقُ الحروف.

وكلُّ بناءٍ رُباعيٍّ أو خُماسيٍّ معرّىً منَ الحروفِ الذَّلقية أو الشّفوية، أَوْ أَحَدِ حَرْفي الطّلاقَةِ، أو من الشّين والدّال أَوْ أَحدِهما؛ فليسَ من كلامِ العَرَب. والمعرَّى منَ الذّلقيَّةِ أو الشَّفوية نحو: قَعْسَج، ودَعْثَج، وقبعثج «٢». فهذا لا يُنْسَبُ إِلى العَرَب، ولو جاءَ عن ثقَةٍ لم يُنْكَر، ولكنْ لم يسمَعْ به؛ وإِنَّما ألَّفْناهَ لتعرِفَ صَحيحَ كلامِ العَرَبِ منَ الدَّخيل.


(١) انظر العين (١/ ٥٢).
(٢) في الأصل (س): «قعثج»؛ واعتمدنا ما اجتمعت عليه النسخ الباقية.