للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورُبَّ عَظِيمةٍ دَافَعْتَ عَنْهُم ... وقَدْ بَلَغَتْ نُفُوسُهُمُ التَّرَاقِي

فُعْلُل، بالضم

[خم]

[تُرْخُم]: يقال «١»: «ما أدري أيُّ تُرْخُمٍ هو»، بالخاء معجمة: أي أيّ الناس هو.

وذو تُرْخُم «٢»: ملك من ملوك حمير.

وهو: ذو تُرْخُم بن يَرِيم ذي الرّمحين، من ولده التَّرَاخِمُ، وهو من أشراف حمير.

يقال في المثل: «جاعت التَّرَاخِمُ «٣» حتَّى كادُوا يَأْكُلُونَ البُرَّ» لأنهم كانوا لا يأكلون إِلا العَلَس «٤». وكانوا بوادي بَنَا من مشارق اليمن.


(١) وهو مثل، انظر جمهرة الأمثال: (٢/ ٢٨٣)، واللسان والتاج (رخم).
(٢) نسبه عند لسان اليمن أبي محمد الحسن بن أحمد الهمداني هو: ذو تَرْخُم بن يريم ذي الرمحين بن يعفر بن عجرد ابن سليم بن شرحبيل: انظر الإِكليل: (٢/ ٢٨٩ - ٢٩٠). ونسبه عند نشوان في شرح النشوانية كنسبه عند الهمداني، وذكر الهمداني أن مما قيل فيه قول حسان أو غيره من الشعراء:
وأينَ ابنُ ذي الرُّمحينِ صاحبِ يَحْصُبٍ ... صفيحةُ سيفٍ ما تغُلَّ مضاربه
وذكره نشوان في قصيدته بقوله:
أم أينَ ذو الرمحين أو ذو تُرخم ... سُقيا بكاسٍ للمَنون ذَباحِ
ومن الملاحظ أن ضبط الاسم جاء في الإِكليل تَرْخُم بفتح أوَّله وهو عند نشوان كما هنا وكما في نشوانيته وشرحها: تُرْخُم بضم أوله، ومعلوم أن ضبط الهمداني قد يتعرض لتصحيف النساخ بينما ضبط نشوان محروس بالبناء الفعلي وسياق الكلمة حسب منهجه فلا يقع عليه التحريف.
(٣) ويقال لبني ذي تُرخمُ: «التَّراخِم»، وكتب التراث اليمني المؤلفة بعد الإِسلام، تعد التراخم من أكرم الأُسَر اليمنية قبل الإِسلام وبعده، فالهمداني يقول في الإِكليل: (٢/ ٩١): «والتراخم من أشراف اليمن»، وذكر العبارة الجارية على الألسن في اليمن إِلى اليوم حيث يقولون للمتعظِّم: أنت تُتَرْخِمُ علينا، وذكر هذا نشوان ومعناها في شرح النشوانية أنه يتظاهر بالعظمة كأنه من التراخم وهو ليس عظيماً مثلهم. وذكر الهمداني ونشوان القول الدائر على الألسن والذي يقول: جاعت التَّراخِمُ حتى أكلوا أو كادوا يأكلون البر، والعلس وإِن كان ضرباً من البر إِلا أنه كان أجودها زاداً وألذها مذاقاً ولم يكن يزرعه إِلا الأغنياء المترفون لأنه لم يكن يصلح إِلا في أجود الأراضي والأغنياء هم ملاكها عادة.
(٤) العلس ضرب ممتاز من البر، لم تنقطع زراعته في حقل قتاب إِلا منذ مدة قصيرة، وأحسن ما جاء في تعريفه في اللسان في مادة (علس) بعد قليل كذا وقيل كيت قوله: «العلس هو ضرب من القمح جيد ... ويكون بناحية اليمن، وهو طعام أهل صنعاء».