للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فيقول المؤلف -رحمه الله تعالى- في الحديث الأول من الأربعين: "عن أمير المؤمنين"، "أمير المؤمنين" الإمارة والولاية معروفة، ويراد بهذا المنصب الإمامة العظمى، وهو أول من لقب بهذا اللقب أمير المؤمنين، وكانت ولايته بتولية أبي بكر الصديق -رضي الله تعالى عنه- له، بإشارات من خلال نصوص كثيرة في أحاديث التفضيل، جاء تفضيل عمر على غيره بعد أبي بكر في نصوص كثيرة، وهذا هو الذي جعل أبا بكر ينص عليه بالخلافة، وهو أول من لقب بأمير المؤمنين، ثم توسع الناس في ذلك حتى أطلقوا هذا اللقب على غير الإمام الأعظم، فقالوا: أمير المؤمنين في الحديث مثلاً: سفيان، وأمير المؤمنين في التفسير؛ لأن المسألة مسألة إمارة يعني كونه رأس في هذا الشأن يتبعه ثلة من المؤمنين والمسلمين يكون أميراً لهم من هذه الحيثية، وإلا فالأصل أنه إذا أطلق إنما ينصرف إلى الإمام الأعظم.

ثم بعد ذلك هذا الإمام الأعظم ينيب عنه أمراء كانوا يسمونهم في أول الأمر في صدر الإسلام عمال، كان فلان عاملاً لعمر على البصرة، كان فلان عاملاً لكذا لكذا إلى أخره، على كل حال الاختلاف في الاصطلاحات ما لها أثر.

"عن أمير المؤمنين أبي حفص، هذه كنيته -رضي الله عنه وأرضاه- عمرَ"، "عن أمير عمرَ ""أمير" مجرور بعن، و "عمر" أيضاً مجرور بدل عن أمير أو بيان له وهو ممنوع من الصرف للعلمية والعدل، وإن قال بعضهم: بأنه مصروف؛ لأن عمر جمع عمرة، لكن الأكثر على أنه ممنوع عمرَ بنِ، التابع للمجرور مجرور "ابن الخطاب -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-". . . . . . . . . لسنا بحاجة إلى ذكر ترجمة لأمير المؤمنين في هذه الدروس المختصرة؛ لأن سيرته كتبت في مجلدات، وأودعت بطون الأسفار وأفيض فيها، أفاض فيها العلماء إفاضة زائدة، يعني أطالوا في ترجمته، كتب في سيرته ومناقبه المجلدات.

<<  <  ج: ص:  >  >>