للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قولُهُ في شرحِهِ: (الغامضة) (١)، أي: من جهةِ المعنى البعيدة عن الفهمِ، من جهةِ عدمِ تكررها على الأسماعِ، ألا ترى أنَّ الكلمةَ إذا تكررت على السمعِ ألفت قبلها / ٢٧٢ أ / الفهم، وردها إلى أشكالها في الاشتقاقِ، فوضحَ معناها، كما أنَّ الغريبَ عنِ الناس نقل روايتِهِ، فيغمض معرفته، فإذا تكررتْ ألفٌ، فعرف ... كذلك (٢) لكن يقيد نفرة الطبع عنهُ، فهو أخصُ منْ مطلقِ الغريبِ، وعبارةُ ابنِ الصلاح عنْ ذلكَ: ((وهوَ عبارةٌ عمَّا وَقَعَ في متونِ الأحاديثِ مِنَ الألفاظِ الغامضةِ البَعيدةِ منَ الفهمِ، لِقلَّةِ استعمالها، هذا فنٌّ مهم يقبحُ جهلهُ بأهلِ الحديثِ خاصة، ثم بأهلِ العلمِ عامَّةً، والخوضُ فيهِ ليسَ بالهيِّنِ، والخائضُ فيهِ حقيقٌ بالتحري، جديرٌ بالتوقي)) (٣).

قولُهُ: (النَّضْرُ بنُ شُمَيلٍ) (٤) هو: معاصرٌ لأبي عبيدةَ معمرُ بنُ المثنى، غيرَ أنَّه كانَ في نيسابور، وأبو عبيدةَ كان في البصرةِ ويحتمل أنْ يكونَ الأمر بالعكسِ، فيكون تصنيفُ أبي عبيدة أقدم كما يأتي.

قولُهُ: (أبو عبيدٍ القاسمُ بن سلام) (٥) تصنيفهُ قِسمان: أحدُهما: في الآحادِ المرفوعةِ، والآخرُ: في الموقوفةِ. وهو معنى قولِ الشيخ: ((في غريبِ الحديث والآثارِ)) (٦)، لكن لم يرتبْ فيه المتونَ، فالكشفُ منهُ عسرٌ جداً، وعن ابنِ كثير أنَّه قال: ((إنَّه أحسنُ شئ وضعَ)) (٧). وكأنَّه يعني في تلك الأزمانِ، وإلا فـ " نهاية "


(١) شرح التبصرة والتذكرة ٢/ ٨٤.
(٢) قبل هذا في (ف) كلمة غير مقروءة.
(٣) معرفة أنواع علم الحديث: ٣٧٥.
(٤) شرح التبصرة والتذكرة ٢/ ٨٤.
(٥) شرح التبصرة والتذكرة ٢/ ٨٥.
(٦) شرح التبصرة والتذكرة ٢/ ٨٥.
(٧) اختصار علوم الحديث ٢/ ٤٦١ وبتحقيقي: ٢٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>