للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمصحِّفُ: مَن يخطئُ بغيرِ اللحنِ، بلْ بتبديلِ بعضِ الحروفِ، مثل: أنْ يجعلَ الجيمَ في ((أجمدَ)) حاءً مهملةً، وزايَ البزارِ مهملةً، هكذا هو في الاصطلاحِ.

وإنْ كانَ في اللغةِ أعمُّ.

قالَ في " القاموسِ " (١): ((الصَّحَفِيُّ مُحرَّكةً: مَنْ يُخطئُ في قِرَاءةِ الصَّحِيفةِ. والتَّصحيفُ: الخَطَأُ في الصَّحيفةِ)).

وقالَ الصغانيُّ في " مجمعِ البحرينِ " (٢): ((وقولُ العامةِ: صُحُفي بضمَّتينِ لحنٌ، والنسبةُ إلى الجمعِ نسبةٌ إلى الواحدِ؛ لأنَّ الغرضَ الدلالةُ على الجنسِ، والواحدُ يَكفي. وأمَّا ما كانَ علماً ((كأنماريٍّ)) و ((كلابيٍّ)) و ((معافريٍّ)) و ((مدائنيٍّ)) فإنَّهُ لا يرد وكذا ما كان جارياً مجرى العَلَمِ ((كأنصاريٍّ)) و ((أعرابيٍّ)) ... )).

وقال أبو عبيد الله (٣) القزَّاز (٤) في ديوانهِ " الجامعِ " (٥): ((وَقولُهم صحَّفَ


(١) انظر: القاموس المحيط مادة (صحف).
(٢) هو كتاب في اللغة في اثني عشر مجلداً للإمام حسن بن محمد الصغاني المتوفي سنة (٦٥٠ هـ‍).
انظر: كشف الظنون ٢/ ١٥٩٩.
(٣) في مصادر ترجمته: ((عبد الله)).
(٤) هو إمام الأدب أبو عبد الله محمد بن جعفر التميمي القيرواني النحوي القزاز، كان مهيباً عالي المكانة لا يخوض إلاّ في علم دين أو دنيا. توفي سنة (٤١٢ هـ‍).
انظر: وفيات الأعيان ٢/ ٤٠٦ (٦٥٢)، وسير أعلام النبلاء ١٧/ ٣٢٦، ومعجم الأدباء ١٨/ ١٠٥.
(٥) قال عنه الذهبي: ((وهو من نفائس الكتب)).
وقال ابن خلكان: ((وهو من الكتب الكبار المختارة المشهورة)).
وقال ياقوت الحموي: ((وهو كتاب كبير حسن متقن يقارب كتاب التهذيب لأبي منصور الأزهري، رتبه على حروف المعجم)).
انظر: وفيات الأعيان ٢/ ٤٠٦ (٦٥٢)، وسير أعلام النبلاء ١٧/ ٣٢٦، ومعجم الأدباء ١٨/ ١٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>