للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النَّوْعُ الثَّامِنُ

مَعْرِفَةُ الْمَقْطُوْعِ (١)

وهوَ غيرُ المنقطعِ الذي يأتي ذكرُهُ إنْ شاءَ اللهُ تعالى، ويقالُ في جمعِهِ: المقاطِيعُ والمقاطِعُ (٢)، وهوَ ما جاءَ عنِ التابعينَ موقوفاً عليْهِم مِنْ أقواِلهِم أو أفعالِهِمْ (٣). قال الخطيبُ أبو بكرٍ الحافظُ في " جامِعِهِ ": ((مِنَ الحديثِ: المقطوعُ)) (٤)، وقالَ: ((المقاطِعُ: هيَ الموقوفاتُ على التابعينَ)) (٥).

قلتُ: وقدْ وجدْتُ التعبيرَ بالمقطوعِ عنِ المنقطعِ غيرِ الموصولِ في كلامِ الإمامِ (٦) الشافعيِّ، وأبي القاسمِ الطبرانيِّ وغيرِهِما (٧)، واللهُ أعلمُ.


(١) انظر في المقطوع:
الجامع لأخلاق الراوي ١/ ١٩١، وإرشاد طلاب الحقائق ١/ ١٦٦، والتقريب: ٥٣، والاقتراح: ١٩٤، والمنهل الروي: ٤٢، والخلاصة: ٦٥، واختصار علوم الحديث: ٤٦، والمقنع ١/ ١١٦، وشرح التبصرة والتذكرة ١/ ٢٣١، ونزهة النظر: ١٥٤، والمختصر: ١٣١، وفتح المغيث ١/ ١٠٥، وألفية السيوطي: ٢١ - ٢٣، وشرح السيوطي على ألفية العراقي: ١٤٦، وفتح الباقي ١/ ١٢٤، وتوضيح الأفكار ١/ ٢٤٩، وظفر الأماني: ٣٤٢، وقواعد التحديث: ١٣٠.
(٢) وكلاهما جائز كما تقدّم في المساند والمسانيد. انظر: نكت الزركشي ١/ ٤٢٠، ومحاسن الاصطلاح: ١٢٥، ونكت ابن حجر ٢/ ٥١٤.
(٣) قال الزركشي ١/ ٤٢١: ((قلت: في إدخاله في أنواع الحديث تسامح كثير، فإن أقوال التابعين ومذاهبهم لا مدخل لها في الحديث، فكيف يكون نوعاً منه؟ نعم، يجئ هنا ما بُيِّنَ في الموقوف من أنه إذا كان ذلك لا مجال للاجتهاد فيه أن يكون في حكم المرفوع، وبه صرّح ابن العربي وادّعى أنه مذهب مالك، ولهذا أدخل عن سعيد بن المسيب: ((صلاة الملائكة خلف المصلي)).
وقد نوَّهَ ابن حجر بفائدة كتابة المقاطيع في النكت ٢/ ٥١٤ فقال: ((وذكر الخطيب أن الفائدة في كتابه المقاطيع ليتخير المجتهد من أقوالهم ولا يخرج عن جملتهم، والله أعلم)).
(٤) الجامع لأخلاق الراوي ٢/ ١٨٨ عقب (١٧٥١)، بتصرف.
(٥) الجامع لأخلاق الراوي ٢/ ١٩١ عقب (١٥٧٧)، بتصرف.
وورد في (ع) بعد كلام الخطيب عبارة: ((والله أعلم))، ولم ترد في نسختنا الخطية ولا في (م)، وهي ثابتة في التقييد.
(٦) ليست في (ب).
(٧) قال ابن حجر ٢/ ٥١٤: ((عنى به الدارقطني والحميدي، فقد وجد التعبير في كلامهما بالمقطوع في مقام المنقطع. وأفاد شيخنا - أي: العراقي-في منظومته: أنه وجد التعبير بالمنقطع في كلام البرديجي في مقام المقطوع على عكس الأول ... )). وانظر: شرح التبصرة والتذكرة ١/ ٢٣١، وتدريب الراوي ١/ ١٩٤.

<<  <   >  >>