للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومِنْ أمْثِلَتِهِ -ويصلحُ مثالاً للمُعَلَّلِ (١) - ما رُوِّيْنَاهُ عَنْ إسْحَاقَ بنِ عِيْسَى الطَّبَّاعِ، قالَ: حَدَّثَنَا جَرِيْرُ بنُ حازِمٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا أُقِيْمَتِ الصَّلاَةُ فلاَ تَقُومُوا حَتَّى تَرونِي)) (٢)، قالَ إسْحَاقُ بنُ عِيْسَى: فَأَتَيْتُ حَمَّادَ بنَ زَيْدٍ فَسَأَلْتُهُ عَنِ الحديثِ، فقالَ: وَهِمَ أبو النَّضْرِ إنَّمَا كُنَّا جَمِيْعاً في مَجْلِسِ ثابتٍ

البُنَانِيِّ (٣)، وحَجَّاجُ بنُ أبي عُثْمَانَ مَعَنَا، فَحَدَّثَنا حَجَّاجٌ الصَّوَّافُ، عَنْ يَحْيَى بنِ أبي كَثِيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أبي قَتَادَةَ، عَنْ أبيهِ: أنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، قالَ: ((إذا أُقِيْمَتِ الصَّلاَةُ فلاَ تَقُومُوا حَتَّى تَرونِي)) (٤). فَظَنَّ أبو النَّضْرِ أنَّهُ فيما حَدَّثَنا ثابِتٌ، عَنْ أنسٍ (٥).

أبو (٦) النَّضْرِ: هُوَ جَرِيْرُ بنُ حازِمٍ (٧)، واللهُ أعلمُ.


(١) قال ابن حجر في نكته ٢/ ٨٧٤: ((لا يختص بهذا المثال، بل كل مقلوب لا يخرج عن كونه معللاً أو شاذاً؛ لأنه إنما يظهر أمره بجمع الطرق واعتبار بعضها ببعض، ومعرفة من يوافق ممن يخالف فصار المقلوب أخص من المعلل والشاذ. والله أعلم)).
(٢) رواية جرير عند: الطيالسي (٢٠٢٨)، وعبد بن حميد (١٢٥٩)، والترمذي في علله (١٤٦).
(٣) بضم الموحدة ونونين. تقريب التهذيب (٨١٠).
(٤) الحديث من هذا الطريق، مرفوعاً: عبد الرزاق (١٩٣٢)، والحميدي (٤٢٧)، وابن أبي شيبة ١/ ٤٠٥، أحمد ٥/ ٢٩٦ و٣٠٣ و٣٠٤ و٣٠٥ و٣٠٧ و٣٠٨ و٣٠٩ و٣١٠، وعبد بن حميد (١٨٩)، والدارمي (١٢٦٤) و (١٢٦٥)، والبخاري ١/ ١٦٤ (٦٣٧) و (٦٣٨) و٢/ ٩ (٩٠٩)، ومسلم ٢/ ١٠١ (٦٠٤)، وأبو داود (٥٣٩) و (٥٤٠)، والترمذي (٥٩٢)، والنسائي ٢/ ٣١ و٨١، وابن خزيمة (١٦٤٤)، وابن حبان (٢٢٢٣)، والبيهقي ٢/ ٢٠، والبغوي (٤٤٠).
(٥) انظر: العلل ومعرفة الرجال (١١٧٢)، والمراسيل لأبي داود: ٩٤، والترمذي عقب (٥١٧) وفي العلل الكبير (١٤٦)، والضعفاء الكبير ١/ ١٩٨.
(٦) في (ب): ((وأبو)).
(٧) قال السيوطي في شرحه لألفية العراقي: ٢٢٨: ((قد يكون القلب في المتن كحديث مسلم ٣/ ٩٣ (١٠٣١) في السبعة الذين يظلهم الله: ((وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بصَدَقَةٍ أخْفَاهَا حَتَّى لاَ تعلَمَ يَمِيْنُهُ مَا تُنْفِقُ
شِمَالُهُ))، فإنه انقلب على بعض الرواة، وإنما هُوَ: ((حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِيْنُهُ)) ... )).
قال النووي في شرح صحيح مسلم ٣/ ٧١: ((هكذا وقع في جميع نسخ مسلم في بلادنا وغيرها، وكذا نقله القاضي عن جميع روايات نسخ مُسْلِم: ((لاَ تعلَمَ يَمِيْنُهُ مَا تُنْفِقُ شِمَالُهُ))، والصحيح المعروف:
((حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِيْنُهُ)).
وانظر: نكت الزركشي ٢/ ٣٠٥، ونكت ابن حجر ٢/ ٨٧٤.

<<  <   >  >>