للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣. دار الحديث الأشرفية (١): تقع بجوار باب القلعة الشرقي غربي المدرسة العصرونية وشمالي المدرسة القايمازية (٢)، تنسب إلى بانيها الملك الأشرف مظفر الدين موسى بن الملك العادل بن أيوب، ت (٦٣٥ هـ‍)، وافتتحت سنة (٦٣٠هـ‍)، بعد أن استغرق بناؤها سنتين، ووقف عليها أوقافاً، وأول من ولي مشيختها أبو عمرو بن الصلاح، وبقي فيها ثلاث عشرة سنة (٣)، وهي لا تزال مدرسة حَتَّى اليوم (٤).

٤. مدرسة ست الشام زمرد خاتون (٥): وتسمَّى الشامية الجوَّانية (٦) والشامية الصغرى (٧)، وتقع قبلي المارستان النوري، تنسب إلى منشئتها ست الشام زمرد خاتون بنت نجم الدين أيوب بن شاذي بن مروان، ت (٦١٦هـ‍) (٨)، قال مُحَمَّد كرد علي: ((وقد خربت هذه المدرسة ولم يبقَ فيها سوى بابها وواجهتها الحجرية واتخذت داراً)) (٩).

[المبحث الرابع: آثاره العلمية]

على الرغم من كل الظروف العصيبة والمهمات العديدة التي كانت تقع على عاتق ابن الصلاح؛ فإنه قد ترك لنا ثروة علمية لا يستهان بها، يمكن من خلالها أن نتصور ما كان يتمتع به هذا الإمام من عقلية صلبة وفكر فسيح، خصب الزرع وارق النتاج. ولم يكن لمشاغله المتعددة بَيْنَ تدريس في المدارس الثلاث والإفتاء ومراعاة أحوال الناس عائق


(١) انظر: سير أعلام النبلاء ٢٣/ ١٤١.
(٢) انظر: الدارس ١/ ١٩.
(٣) انظر: العبر ٥/ ١٧٨، طبقات الشافعية للإسنوي ٢/ ١٣٣، والدارس ١/ ٢١.
(٤) انظر: خطط الشام ٦/ ٧٢.
(٥) انظر: سير أعلام النبلاء ٢٣/ ١٤١.
(٦) انظر: طبقات الشافعية الكبرى ٨/ ٣٢٧، والبداية والنهاية ١٣/ ١٦٨، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ١/ ٤٤٥.
(٧) انظر: تذكرة الحفاظ ٤/ ١٤٣٠، وسير أعلام النبلاء ٢٣/ ١٤١، وطبقات المفسرين ١/ ٣٧٧.
(٨) انظر: وفيات الأعيان ٣/ ٢٤٤، والدارس ١/ ٣٠١.
(٩) خطط الشام ٦/ ٧٩.

<<  <   >  >>