للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثاني: مولده]

اتفق كل مَنْ ترجم لابن الصلاح على أن مولده كان سنة (٥٧٧ هـ‍) (١)، لا خلاف بينهم في ذلك، وإنما الخلاف كان في مكان ولادته، فالجمهور على أن ولادته كانت في مدينة ((شهرزور)) (٢).

وانفرد تلميذه ابن خلّكان (٣) بالقول أن مولده كان في ((شرخان))، وعلى الرغم من أن هذا الاختلاف ليس بذي بالٍ في إظهار خلافٍ ما، إلاَّ أن هذا الاختلاف - على تقدير وجوده - لا يلبث أن يزول إذا ما علمنا أن ((شرخان)) قرية تابعة إلى ((شهرزور))، فمَنْ نَسَبَ إلى الأول فقد دقق، ومَنْ نَسَبَ إلى الثاني فقد اكتفى بذكر القطر الأعم، والله أعلم.

[المبحث الثالث: أسرته ونشأته وطلبه للعلم]

لَمْ توفّر المصادر التي بين أيادينا مادة علمية عن أفراد أسرة مترجمنا، بل قصارى ما عرفناه عنهم: ما كان يتبؤه والده من المكانة الاجتماعية والمركز العلمي المرموق. ولا ضير في أن نتعرض لترجمة مقتضبة لوالده فنقول: لَمْ يكن والده صلاح الدين أبو القاسم عبد الرحمان يعرف تاريخ مولده على وجه الدقة، بل كان يخمن أنه ولد سنة

(٥٣٩ هـ‍) (٤)، وطلب العلم لاسيما الفقه، وبرع فيه حتَّى ((كان من جلة مشايخ


(١) انظر: وفيات الأعيان ٣/ ٢٢٤، وسير أعلام النبلاء ٢٣/ ١٤٠، وتذكرة الحفاظ ٤/ ١٤٣٠، والعبر ٥/ ١٧٧، وطبقات الشافعية الكبرى ٨/ ٣٢٦، والنجوم الزاهرة ٦/ ٣٥٤، والدارس ١/ ١٦، وشذرات الذهب ٥/ ٢٢١.
(٢) انظر: المصادر السابقة.
(٣) وفيات الأعيان ٣/ ٢٤٤، وتابعه الزركلي في الأعلام ٤/ ٢٠٧.
(٤) انظر: وفيات الأعيان ٣/ ٢٤٤ - ٢٤٥.

<<  <   >  >>