للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

إيه {فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ} [(١١٥) سورة البقرة] هذه آيات صفات؟ في آيات مشبهة لآيات الصفات، وآيات يتنازع فيها العلماء هل هي من هذا أو من هذا؟ لكن الآيات التي اتفق على أنها من آيات الصفات يتفق السلف على أنها كما قالوا: تمر كما جاءت، وأن الله -سبحانه وتعالى- يوصف بما وصف به نفسه، آيات الاستواء السبع في القرآن جاءت هكذا {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [(٥٤) سورة الأعراف] قال: "هو في اللغة سرير الملْك أو الملِك، استواءً يليق به" في الموضع الثاني: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [(٣) سورة يونس] "استواءً يليق به" في الثالث: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [(٥) سورة طه] "استواءً يليق به" {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ} [(٥٩) سورة الفرقان] "استواءً يليق به" {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [(٤) سورة السجدة] "استواءً يليق به" .. الخ، كلها قالوا فيها: يليق به.

الآن الأشاعرة وغيرهم من المبتدعة هل هم على وتيرة في الإثبات والنفي؟ أو أنهم يختلفون بعضهم يثبت أكثر من غيره، وبعضهم ينفي أكثر، حتى ممن ينتسب إلى السنة قد يؤول شيء يسير من الصفات مما يحتمل التأويل، من ينتسب إلى السنة قد ينكر ما أثبته غيره إما لعدم ثبوت الدليل عنده، وإما لقوة المعارض عنده، المقصود أن جميع الطوائف فيهم المغرق، وفيهم المعتدل، فمثل هذا القول يعد اعتدال بالنسبة لمذهب الأشاعرة، الأشاعرة كما تعلمون منهم من يثبت سبع صفات، ومنهم من يثبت عشرين صفة، وينفي ما عداها، المقصود أن الجلالين مشيا على مذهب التأويل في الغالب، أما في مسألة الاستواء فقالا: "استواءً يليق به" ما دام قالوا: "استواءً يليق به" أهل السنة يقولون بذلك.

الكلام على الاستعاذة والبسملة:

<<  <  ج: ص:  >  >>