للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقالت: «يا نبي الله ما عليَّ إلا عباءة».

قال: فأخذ رداءً فرمى به إليها من وراء الباب؛ فقال: «شدي بهذا رأسك»، فدخل ودخل القوم، فقعد ساعة، فخرجوا فقال القوم: «تالله بنت نبينا - صلى الله عليه وآله وسلم - على هذا الحال».

قال: فالتفت فقال: «أما إنها سيدة النساء يوم القيامة».

الجواب:

أولًا: هذا الحديث لا يصح.

الطريق الأولى: إسنادها ضعيف لأنها مرسلة ـ كما قال أبو نعيم ـ ولضعف علي بن هاشم وكثير النواء.

وعلي بن هاشم قال عنه الحافظ ابن حجر: «صدوق يتشيع من صغار الثامنة» (١).

ومعنى ذلك عنده كما ذكر في مقدمة التقريب: «الثامنة: من لم يوجد فيه توثيق لمعتبر، ووجد فيه إطلاق الضعف، ولو لم يفسر، وإليه الإشارة بلفظ: ضعيف».

وكثير النواء هو كثير بن إسماعيل التميمي ضعفه النسائي وابن عدي والذهبي وابن حجر العسقلاني والهيتمي.

والطريق الثانية: في إسنادها ناصح بن عبد الله، وقد ضعفه الحافظ ابن حجر، والذهبي، ويحيى بن معين، والبخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، والحاكم، والدارقطني، وأبو حاتم.

ثانيًا: على فرض صحة الحديث الضعيف، فالنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - محرم لفاطمة - رضي الله عنها -؛ فأين هذا من الاختلاط في العمل أو الدراسة لساعات طويلة بلا محرم (٢).


(١) تقريب التهذيب (برقم ٤٨١٠).
(٢) راجع: هل يقاس اختلاط التعليم والعمل على الاختلاط العابر؟ ص ٧٨ من هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>