للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال دعاة الاختلاط: والشاهد دخول أبي بكر - رضي الله عنه - على امرأة لا تعرفه ويتحدثان معًا طويلًا.

الجواب:

١ - هذا الأثر ليس صريحًا في الدلالة على ما ذهبوا إليه، فغاية ما فيه مرور خليفة المسلمين على خيمة من خيام الحجيج، فوجد أمرًا منكرًا فنهى عنه.

وليس فيه ما يدل على خلو المكان من المحرم، بل يُستفاد من رَدِّهم عليه وجود رجال آخرين: «فَرَآهَا لَا تَكَلَّمُ فَقَالَ: «مَا لَهَا لَا تَكَلَّمُ؟»، قَالُوا: «حَجَّتْ مُصْمِتَةً».

فلا خلوة ولا اختلاط بل أمر عابر لم يستغرق ثلاث دقائق، فأين هذا من الاختلاط بدون محرم لساعات طويلة (١).

٢ - قال الحافظ ابن حجر في معنى الدخول: «لَا يَلْزَم مِنْ الدُّخُول رَفْع الْحِجَاب فَقَدْ يَدْخُلَ مِنْ الْبَاب وَتُخَاطِبهُ مِنْ وَرَاء الْحِجَاب» (٢).


(١) راجع: هل يقاس اختلاط التعليم والعمل على الاختلاط العابر؟ ص ٧٨ من هذا الكتاب.
(٢) فتح الباري (٩/ ٢٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>