للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل لأبي عمرو: لم اخترت الضم؟ فقال: لأفرّق بين الرّهن في الدّين، وبين الرّهان في سباق الخيل.

قوله تعالى: الَّذِي اؤْتُمِنَ «١». روي عن عاصم، وحمزة أنهما قرآ بإشمام الهمزة الضمّة في الوصل، وهذا وهم، لأنها ألف وصل دخلت على ألف أصل. ووزن اؤتمن:

«افتعل» من الأمانة.

قوله تعالى: وَكُتُبِهِ «٢» يقرأ بالتوحيد والجمع. فالحجّة لمن جمع: أنه شاكل بين اللفظين، وحقق المعنى، لأن الله تعالى قد أنزل كتبا وأرسل رسلا. والحجة لمن وحّد: أنه أراد: القرآن، لأن أهل الأديان المتقدمة قد اعترف بعضهم لبعض بكتبهم، وآمنوا بها إلّا القرآن فإنهم أنكروه فلذلك أفرد. وجمع الرّسل لأنهم لم يجمعوا على الإيمان بهم.

قوله تعالى: أَوْ أَخْطَأْنا «٣». يقرأ بإثبات الهمز، وتخفيفه، وبحذفه والتعويض بالألف منه. وقد ذكرت علل الهمز في إثباته وطرحه والتعويض منه مستقصاة فيما تقدم «٤» فأغنى عن إعادته.

[ومن سورة آل عمران]

قوله تعالى: الم اللَّهُ «٥». يقرأ بإسكان الميم، وقطع الألف التي بعدها، وبفتح الميم، ووصل الألف. فالحجّة لمن أسكن وقطع الألف: أنّ الحروف التي في أوائل السور علم لها «٦»، فوجب أن تأتي ساكنة فقطعت الألف، لأنها عوض من الهمزة في (إله).

ولمن فتح الميم وجهان: أحدهما: أنه نقل إليها فتحة الهمزة، وليّنها، فعادت ألف وصل كما يجب لها، أو فتح الميم لسكون الياء قبلها، ووصل الألف على أصلها.

قوله تعالى: وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ «٧». يقرأ بالتفخيم، والإمالة، وبين ذلك. فالحجّة لمن


(١) البقرة: ٢٨٣.
(٢) البقرة: ٢٨٥.
(٣) البقرة: ٢٨٦.
(٤) انظر: ٧٩ عند قوله تعالى: نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ
(٥) آل عمران: ١، ٢.
(٦) أي للسور.
(٧) آل عمران: ٣.

<<  <   >  >>