للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الألف والجزم. فالحجة لمن قرأ بالياء والرفع أنه جعله خبرا. والحجة لمن قرأ بالتاء والجزم أنه جعله نهيا. ومعنى الظلم في اللغة: وضع الشيء في غير موضعه. والهضم: النقصان.

قوله تعالى: أَعْمى «١» في الموضعين يقرءان بالتفخيم والإمالة. فالحجة لمن فخم:

أنه أتى به على الأصل. والحجة لمن أمال: أنه دلّ بذلك على الياء. وقيل في معناه:

أعمى عن حجته، وقيل عن طريق الجنة.

قوله تعالى: لَعَلَّكَ تَرْضى «٢». يقرأ بفتح التاء وضمّها. فالحجة لمن فتحها: أنه قصده بكون الفعل له ففتح، لأنه من فعل ثلاثي. والحجة لمن ضم: أنه دلّ بذلك على بناء الفعل لما لم يسمّ فاعله، والأمر فيهما قريب، لأن من أرضي فقد رضي. ودليله قوله تعالى: راضِيَةً مَرْضِيَّةً «٣».

قوله تعالى: أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ «٤». يقرأ بالياء والتاء. والحجة فيه ما قدّمناه في أمثاله، والاختيار التاء لإجماعهم على قوله: حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ «٥».

[ومن سورة الأنبياء]

قوله تعالى: قالَ رَبِّي يَعْلَمُ «٦». يقرأ بإثبات الألف وحذفها «٧». فالحجة لمن أثبت:

أنه جعله فعلا ماضيا أخبر به. والحجة لمن حذف: أنه جعله من أمر النبي صلى الله عليه وسلم.

قوله تعالى: نُوحِي إِلَيْهِمْ «٨». يقرأ بالنون وكسر الحاء وبالياء وفتحها. فالحجة لمن قرأ بالياء: أنه أراد بذلك من شكّ في نبوة محمد صلى الله عليه، وكفر به وقال: هلّا كان ملكا؟ فأمرهم الله أن يسألوا أهل الكتب هل كانت الرسل إلّا رجالا يوحى إليهم.

والحجة لمن قرأه بالنون: أنه أراد: أن الله تعالى أخبر به عن نفسه وردّه على قوله: (أرسلنا) ليكون الكلام من وجه واحد، فيوافق بعضه بعضا.

قوله تعالى: وَلا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعاءَ «٩». يقرأ بياء مفتوحة ورفع (الصمّ)، وبتاء


(١) طه: ١٢٤، ١٢٥.
(٢) طه: ١٣٠.
(٣) الفجر: ٢٨.
(٤) طه: ١٣٣.
(٥) البينة: ١.
(٦) الأنبياء: ٤.
(٧) وذلك في قوله «قال».
(٨) الانبياء: ٧.
(٩) الأنبياء: ٤٥.

<<  <   >  >>