للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: لَخَسَفَ «١» يقرأ بضم الخاء دلالة على بناء ما لم يسمّ فاعله. وبفتحها دلالة على الإخبار بذلك عن الله عز وجل. ومعنى قوله: وَيْكَأَنَّهُ «٢»: ألم تر أنه؟

وفيها وجهان: فأهل البصرة يختارون الوقف على (وي)، لأنها عندهم كلمة حزن ثم يبتدئون: (كأنه) وأهل الكوفة يختارون وصلها لأنها عندهم كلمة واحدة، أصلها:

ويلك أنّه»، فحذفت اللام، ووصلت بقوله: أنّه.

[ومن سورة العنكبوت]

قوله تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ «٣». يقرأ: «يروا» بالياء والتاء.

فالحجة لمن قرأه بالتاء: أنه أراد: معنى المواجهة بالخطاب لما أنكروا البعث والنشور. فقيل لهم: فإنكاركم لابتداء الخلق أولى بذلك. فإمّا أن تنكروهما جميعا أو تقرّوا بهما جميعا.

والحجة لمن قرأه بالياء فعلى طريق الغيبة والبلاغ لهم.

فأما قوله: يبدئ فيقرأ بضم الياء وكسر الدال، وبفتح الياء والدّال معا. فالحجة لمن ضم:

أنه أخذه من «أبدأ»، ومن فتح أخذه من «بدأ» وهما: لغتان.

قوله تعالى: النَّشْأَةَ «٤». يقرأ بالمدّ والقصر، والهمز فيهما، والقول في ذلك كالقول في رَأْفَةٌ «٥» فإسكانها كقصرها، وحركتها كمدّها، وهي في الوجهين مصدر.

قوله تعالى: مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ «٦» يقرأ بالإضافة والرفع معا والنصب. وبالتنوين والرفع معه والنّصب. فالحجة لمن رفع مع الإضافة: أنه جعل: (إنّما) «٧» كلمتين منفصلتين (إنّ) الناصبة و (ما) بمعنى الذي (واتخذتم) صلة (ما) وفي (اتخذتم) (ها) محذوفة تعود على الذي، و (أوثانا) مفعول به (ومودة) خبر إنّ. وتلخيصه: إن الذي اتخذتموه أوثانا مودّة بينكم. ومثله قول الشاعر:


(١) القصص: ٨٢.
(٢) القصص: ٨٢.
(٣) العنكبوت: ١٩.
(٤) العنكبوت: ٢٠.
(٥) النور: ٢.
(٦) العنكبوت: ٢٥.
(٧) في قوله تعالى: وَقالَ: إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ، آية: ٢٥.

<<  <   >  >>