للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تمللها من استحالة أمرها إلى مركز ديني بسيط ترتج وتضطرب كلما الم بها طائف من ذكرى عظمتها القديمة أيام كانت مركزأً دينياً أصلياً فكانت تهيء نفسها لان تكون مركز البابوية وهي تلك السلطة الزمنية كما اقتضت سياسة شارلمان أن يجعلها كذلك بعد قرنين من الزمان ولكنها مع ذلك لم يسعها حمل نير الهيروليين والاستروغوتيين وامبراطورية المملكة الرومانية واللومبارديين الذين تدأولوا السلطة عليها تدأولاً.

(اما مملكة اليونأن التي كانت قد نسيت مجدها القديم فكانت تابعة لمملكة الرومأن الشرقية مثلها منها كمثل الزينة ذات الضوضاء. وكان شرق أوروبا مقلقاً جنوبها من أول مصب نهر الرون من جهة الغرب إلى مصب نهر الطونة (الدانوب) من جهة الشرق فكان الأسكندينافيون والنروجيون والدانيماركيون يتزاحمون في الطريق الذي كان سلكه الغوط والهونيون الذين احتلوا تراسيا ومكدونية ولمبارديا وإيطاليا بالقوة او بالخديعة. في ذلك الوقت بدأ ظهور الاتراك من اعماق آسيا الصغرى وهي تلك الأمة التي قصرت فيما بعد مملكة اليونان على اسوار القسطنطينية.

(التصوير البديع الذي جادت به قريحة المسيورينأن لبيان مركز الأمبراطورية الرومانية في القرن الأول من التاريخ المسيحي لا علاقة له البته بالتصوير الممكن عمله لتجلية حال أوروبا في القرن السادس: تلك كانت مفاسد قيصيرية مختمرة اما هذه الوحشية حربية تلعب بالارواح وتتمرغ في الاوحال.

(اما آسيا فلم تكن اهدأ بالاًً من أوروبا في شيء: فمملكة التبت والهند التي اقتبست منها الأمم السائدة في أوروبا الآن قرائحها وأفكارها العامة ولغاتها. والصين التي بعد مسألتها اغرب المسائل السياسة والفلسفية وبالجملة اغرب المسائل الاجتماعية كانت كلها ممزقة الاحشاء بالحروب الداخلية والخارجية المتضاعفة بالمنازعات الدينية.

(أما السفح الشمالي من الهضبة الآسياوية العالية التي هي في حوزة روسيا الأن فكانت غير معروفة على الاطلاق واما مملكة الفرس التي كانت أحوالها مرتبطة بأحوال الغرب خصوصاً من لدن حملة الأسكندر المقدوني فكانت مشتبكة في حرب مع اليونأن الرومانيون في القسطنطينية الذين كانوا أصحاب السلطة على آسيا الغربية. واما في أفريقيا فكان هؤلاء اليونأن الرومانيون انفسهم وهم اخلاط من عساكر وتجار وحكام