للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الدروس وتطبيقها على العمل فهي كنز العلم والعمران الاجتماعي وهي المادة التي تساعد على الخير العام والتوفر على الفضيلة وبث الحقيقة وتمجيد الخالق إلى أن قال: ألا وأنه يجب تطبيق العلم على العمل وتكميل الصنائع والعلوم بأساليبها والعناية بكل ما ينفع البلاد والشعب في الزراعة والصناعة والتجارة بل في الطعام والآدام ويعلي شأن ألمانيا.

وما برحت حال هذا المجمع في ارتقاء وملوك ألمانيا يعضدونه مدفوعين إلى ذلك بدافع طبيعي من حبهم للعلم أو بدافع حب الظهور والتباهي في الكمالات حتى جاء زمن على المجمع في القرن الثامن عشر أبدل فيه اللغة اللاتينية التي كان يكتب بها أعماله باللغة الفرنسوي لأن هذه كانت لغة العلم إذ ذاك ولكن استعمال الفرنسية لم يدم غير عشر سنين ثم خلفتها الألمانية وكثرت واردات المجمع كثرة مهمة بما نفحته الحكومة إلا أن كلية برلين قد غطت على شهرته بما قامت به من الأعمال العلمية ومع هذا دام له شأن يذكر بين الخاصة ولا سيما عند علماء الأرض الذين يقدرون أعماله العلمية قدرها وهو اليوم أهم مجمع للمباحث اللغوية والتاريخية وله عناية خاصة بالعربية والسنسكريتية.

وفي برلين مجمع للصنائع الجميلة أنشئ سنة ١٧٠٣ وكان مديروه فرنسويين باديء بدء. وفي بافيرا مجمع للعلوم اسمه المجمع الملكي وهو في الدرجة الثانية عن الأكاديميات إلا أنه ثقة محترم أسس في ميونيخ سنة ١٧٥٩ واشتغل لأول أمره بالمباحث التاريخية وفي سنة ١٨٠٩ نظم شؤونه تنظيماً حسناً وعهد برئاسته إلى الفيلسوف جاكوبي وقسم أعماله إلى ثلاثة أقسام وهي الفلسفة وأصل اللغات والعلوم الرياضية والطبيعية والتاريخية.

وفي ميونيخ مجمع للفنون الجميلة. وفي إمارة ساكس مجمع للعلوم أنشيء في درسد عاصمتها إلا أن مدينة ليبزيك مركزه الحقيقي وقد أنشيء سنة ١٨٤٦ وعدد أعضائه سبعون عضواً ينقسمون على قسمين القسم الرياضي والطبيعي والقسم التاريخي واللغوي. وفي كل من ليبزيك ودرسد مجمع للفنون الجميلة. وأنشيء في غوتنغن مجمع للعلوم انتظم أمره سنة ١٧٧٠ وهو ذو ثلاث شعب: الرياضيات والطبيعيات والتاريخيات وللشعبة الطبيعية فيهم أثر مهم في الحركة العلمية الألمانية. ويمكن أن يلحق بمجامع ألمانيا مجمع فينا عاصمة النمسا اليوم ولغته الألمانية.

وفي فينا ما عدا ذلك مجمع علمي إمبراطوري وضع مشروعه لايبنز الفيلسوف ولكنه لم