للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فلقب فيها بالمجرَّب حرمةً ... تفرد مخصوصاً بها بين أمثال

وأصبح مشهوراً بأسنى مآثرٍ ... من العلم لم يسبق إليها وأعمال

فإن أبا بكر لأول مفصح ... إلى الناس بالدرس السريري مقوال

وأول من أبدى لهم كيف يبتني ... ويفرش مارستانهم قصد إبلال

وألف في المستشفيات مؤلفاً ... تقصى به وصفها دون إغفال

ولا تنسى للرازي الكحول فإنه ... يجدد طول الدهر ذكراه في البال

ومن عمل الرازي انعقادٌ لسكر ... وما كان في محصوله غير سيال

أخلاقه

أرى العلم كالمرآة يصدأ وجهه ... وليس سوى حسن الخلائق من جال

أخو العلم لا يغلو على سوء خلقه ... وذو الجهل أن أخلاقه حسنت غال

ولو وازن العلم الجبال ولم يكن ... له حسن خلق لم يزن وزن مثقال

وإن المساوي وهي في خلق عالم ... لا قبح منها وهي في خلق جهال

ولكنما الرازي قد ازدان علمه ... بأحسن أخلاق وأشرف أفعال

خلائق غرّ إن أردت بيانها ... بدأت بحرف الحاء والميم والدال

فتى كان مملوء الجوانح رحمة ... بكل هزيل الجسم من سقم إقلال

يزور بيوت البائسين بنفسه ... ويفتقد المرضى بفحص وتسآل

ويأتيهم بالمال والعلم مسعداً ... لتطبيب أوجاع وتأمين أوجال

وما كان يقنو المال إلا لبذله ... لتعليم علم أو لإعطاء سؤال

وكان حليف الجد لم يأل جهده ... بدحض خصوم العلم من كل هزال

فكم راح مخذولاً به متطبب ... سعى كاذباً في طبه سعي إضلال

وكان سليماً غي العقيدة ينسبونه ... لزيغ فقد أغناك عنهن إجمالي

عوده إلى الري

ولما قضى الرازي ببغداد برهة ... مضى قافلاً للريّ شوقاً إلى الآل

فلما أتى تلك البلاد غدا بها ... طبيباً لدى المنصور صاحبها الوالي

وألف للمنصور إذ ذاك باسمه ... كتاباً حوى في الطب أحسن أقوال