للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رثى العذول له حتى بكى معه ... حزناً وأسعده بالدمع حاسده

وقال أيضاً:

القلب يحسد عيني لذة النظر ... والعين تحسد قلبي لذة الفكر

يقول قلبي لعيني كلما نظرت ... كم تنظرين رماك الله بالسهر

العين تورثه هماً فتشغله ... والقلب بالدمع ينهاه عن النظر

هذان خصمان لا أرضى بحكمهما ... فاحكم فديتك بين العين والبصر

وقال أيضاً:

ولما رأيت الدمع غاص إلى الحشا ... وأن فؤادي من دموعي في بحر

نظرت إلى عينيّ لا ماَء فيهما ... فأيقنت أن الدمع تحتهما يجري

فلولا استبان الدمع في مضمر الحشا ... تفجر أنهار الدموع من الصدر

على ان قلبي ينشف الدمع حره ... وأين بقايا الدمع في وهج الجمر

قلنا أن معظم شعره في الغزل والنسيب وأكثره من أربعة أبيات ومن شعره في المديح قوله يمدح الحسن بن وهب الكتاب:

يا وجه أحسن من يمشي على قدم ... بحرمة الحسن قل لي كيف حلَّ دمي

أما وخدين يسقي الورد ماءهما ... في نسبة تمنع الدنيا من الظلم

ومقلة كلما دارت رأيت بها ... من جوهر اللحظ أسقاماً بلا ألم

إلى أن قال في المديح:

مذهب في الباب الملك أسرته ... أهل الكتابة والألباب والحلم

من بيت دهنقة الأشراف في شرف ... أوفى على مطلع العيوق في الشمم

في ذروة من بناءِ العز باذخة ... علياءُ طالت عن الأوعال والعصم

أمضى البرية في خطب وأصوبها ... عزماً وأكتب من أملى على قلم

قال جامع الديوان وهذا آخر ما وجد في ذيله عن نسخة أخرى ند قافية الباءِ قوله:

يا تارك الجسم بلا قلب ... إن كنت أهواك فما ذنبي

يا مفرداً بالحسن أفردتني ... منك بطول الشوق والحب

إن تك عيني أبصرت فتنة ... فهل على قلبي من عتب