للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بلا علة تخشى ولا خوف ريبة ... ولا نتقي منهم بناناً ولا يداً

فإن قلت هم أحياء لست بكاذب ... وإن قلت هم موتى فلست مفندا

ومدحها ابن طباطبا العلوي:

لله أخوان أفادوا مفخراً ... فبوصلهم ووفائهم أتكثر

هم ناطقون بغير السنة ترى ... هم فاحصون عن السرائر تضمر

إن ابلغ من عرب ومن عجم معاً ... علماً مضى فيه الدفاتر تخبر

حتى كأني شاهد لزمانها ... ولقد مضت من دون ذلك أعصر

خطباء إن أبغ الخطابة يرتقوا ... كفي كفي للدفاتر منبر

كم قد بلوت بها الرجال وإنما ... عقل الفتى بكتاب علم يسبر

كم قد هزمت بها جليساً مبرماً ... لا يستطيع له كالهزيمة عسكر

وهو ينظر بقوله الأخير إلى جواب جالينوس فقد قيل له: لم كان الرجل الثقيل أثقل من الحمل الثقيل فقال لأن ثقله على القلب دون الجوارح، والحمل الثقيل يستعين القلب بالجوارح عليه.

وفي ذلك المعنى الذي أشار إليه ابن طباطبا وهو في مصر قول لمونتسكيو (ابن خلدون فرنسا) وهو في باريس قال ما ترجمته: ما حل بي جيش الهموم إلا بددته بساعة واحدة من القراءة.

ومدح الكتب للعرب كثيراً جداً اكتفى منه بكلمة واحدة منثورة: أهدى بعض الكتاب إلى صديق له دفتراً وكتب إليه: هديتي هذه أعزك الله تزكو على الإنفاق وتربو على الكد. لا تفسدها العواري ولا تخلقها كثرة التقليب. وهي أنس في الليل والنهار والسفر والحضرة وتصلح للدنيا والآخرة. وتؤنس في الخلوة وتمتع في الوحدة. مسامرة مطواع ونديم صديق.

وقال آخر: الكتب بساتين العلماء.

ولكن كل هذه الأقوال وما شابهها مما نرويه عن المتقدمين والمتأخرين لا تعادل الكلمتين اللتين قالهما فرعون مصر عن الكتب.

شفاء الأرواح.

ولقد قام رجل من مشاهير الإنكليز في أوائل القرن التاسع عشر وهو بلور لينون فأشار