للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا كفر طاب عندي بالجمة عوضاً ... نعم سقى الله سكان الحمى ورعا

قال أبو الفدا أنها بلد صغيرة كالقرية قليلة الماء يعمل فيها القدور الخزف وتجلب إلى غيرها وهي قاعدة ذات ولاية ولها عمل وهي على الطريق بين المعرة وشيزر قال في العزيزي ومدينة كفر طاب أخلاط من اليمن وبينهما وبين سيزر أثنا عشر ميلاً وكذلك بينهما وبين المعرة.

(كفر غما) صقع بين خساف والسن من نواحي حلب (كفر لاثا) بلدة ذات جامع ومنبر في سفح جبل عال من نواحي حلب بينهما يوم واحخد وهي ذات بساتين ومياه جارية نزهة طيبة وأهلها إسماعيلية (كلز) قرية ن نواحي عزاز بين حلب وإنطاكية (مرعش) مدينة في الثغور بين الشام وبلاد الروم لها سوران وخندق وفي وسطها حصن عليه سور يعرف بالمرواني ثم احدث بعده سائر المدينة وبها رابض يعرف بالهارونية وهو مما يلي باب الحدث وقد ذكرها شاعر الحماسة فقال:

فلو شهدت أم القديد طعاننا ... بمرعش خيل الأرمي أونت

عشية أرمى جمعهم بلبانه ... ونفسي قد وطنتها فأطمأنت

ولاحقة الآطال أسندت صفها ... إلى صف أخرى من عدة فاقشعرت

قال ابن حوقل: الحدث ومرعش مدينتان صغيرتان عامرتان فيهما مياه وزرع وأشجار وهما ثغران قال في العزيزي وبينهما وبين إنطاكية ثمانية وسبعون ميلاً وبينهما وبين مخاضة العلوي على نهر جيحان أثنا عشر ميلاً.

(معرة مصرين) بليدة وكورة بنواحي حلب ومن أعمالها بينهما نحو خمسة فراسخ قال حمدان بن عبد الرحيم يذكرها:

جادت معرة مصرين من الديم ... مثل الذي من دمعي لبينهم

وسألتها الليالي في تغيرها ... وصافحتها بد الآلاء والنعيم

ولا تناوحت الإعصار عاصفة ... بعرصتها كما هبت على آرم

حاكت يد القطر في أفنائها حللاً ... من كل نور شنيب الثغر مبتسم

إذا الصبا حركت أوارها اعتنقت ... ومثلت بعضها بعضاً فماً لفم

فطال ما نشرت كف الربيع بها ... بهار كسرى مليك العرب والعجم