للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

آخر منعه فيجب عليه إذن أن يعارضه بالقوة بنفس الحق الذي له أيضاً. ولا وجه للمغلوب بالتشكي مادام له الحق بإعادة الكرة مرة أخرى. فإن قهر نهائياً وأضاع الأمل بالقوة في المستقبل وجب عليه أن عن القضاء قائلاً: خلقت حملاً فيجب أن أعيش عيش الحمل، حبذا لو كنت أسداً! ولكن من الحمق مشاكسة الفطرة لأنها لم تخلقني أسداً.

إن الشعب الذي يراد نزع لسانه لهو في حال الدفاع الشرعي ذو حق في المناضلة عن أثمن ملك لديه. لكن إذا لم يك قادراً عَلَى الدفاع فلا يحق له التذمر والشكوى. كما أن للشعب المتسلط أن لا يدع الضعف يتطرق إلى لغته بوجود لغة أخرى في البلاد وأن لا يسمح بما من شأنه أن يقلق راحته في المستقبل. فإن لم يقدر عَلَى خحفظ حقه بالقوة فعليه أن يعترف للشعب الآخر بتساوي الحقوق فيما بينهما وأن يهبط عن تلك المنزلة العليا منزلة الشعب المتحكم، وإن كان تحكمه شرطاً من شروط حياته فاحكم عليه بالهلاك. وغني لأطبق هذا الحكم بدون تحيز عَلَى جميع الجنسيات المتنازعة كالألمان في هنغاريا وبوهيميا وكالدنماركيين في مقاطعة شلسويك الشمالية وكالبولونيين في بوزن وكالرومانيين في ترانسلفانيا وكالإيطاليين في طارانت. للخمسة ملايين من المجر في هنغارايا الحق بصبغ الحد عشر مليوناً من الشعوب الأخرى بصبغة المجرية، فهم يتمون الفتح الذي بدئ به سنة ٨٨٤ من عهد (إرباد) ولكن للألمانيين والسلافيين والرومانيين في هنغارايا نفس الحق في الدفاع عن أنفسهم وإن قووا يوماً عَلَى المجر ونزعوا عنهم جنسيتهم فليس لهؤلاء إلا أن يقبلوا ما كخبأ لهم القدر الذي قادهم منذ ألف عام إلى النزول عَلَى بلاد أجنبية كادوا يخسرون فيها حياتهم. وللتشيك أيضاً الحق بتأليف دولة مستقلة لا يقبلون فيها أحداً من الألمان وهكذا يستعيدون عهد الوقاع الدامية التي حدثت في مارش وفي الجبال البيضاء وللألمان الحق بأن يقاوموا بقوى أشد من أقوى التشيك ويصلوهم حرباً ثالثة تبرهن لهم أنهم ليسوا أقوياء عَلَى فتح بلاد خلوها منذ اثني عشر قرناً دون مقاومة.

لا بد لوربا أن ترى مرجل الجنسيات ينفجر انفجاراً عظيماً هائلاً عندما يأتي دور تصفية الحساب والفرق المتبعثرة من كل شعب إما أن ترجع إلى أصلها فلتف حوله وإما أن تستصرخه وتستنجده فتنتصر بمعونته عَلَى الشعوب التي تستبد بها. ومصير الشعوب الصغيرة التي اكتسحت بلاداً بالاشتراك مع غيرها إلى الزوال إن لم يكن لها من قومها