للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كما وصفه عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود إذ ذكر عند يزيد بن عبد الملك فقال: ليت شعري ما هو فقال له: أخبرك ما هو هو محدودب الظهر أرسح البطن له أربعة أوتار إذا حركت لم يسمعها أحد الأحراك أعطافه وهز رأسه قيل أن أول من صنع العود لامك بن قابيل بن آدم وبكى عليه على ولده وقيل أن أول من اتخذه الملك المتلوشلح على مثال فخذ أبنه الميت وقيل بطليموس ويقال بعض حكماء الفرس. وأول من غنى على العود بألحان الفرس من العرب النضر بن الحارث بن كلدة وفد على كسرى بالحيرة فتعلم ضرب العود والغناء وقدم مكة وعلم أهلها ولقد زاد زرياب المغني بالأندلس في العود وتراً خامساً وكان قبلاً ذا أربعة أوتار وهي البم والزير والمثنى والمثلث التي قوبلت بها الطبائع الأربع فزاد عليها وتراً خامساً أحمر متوسطاً ولون الأوتار وطبقها على الطبائع وهو الذي أخترع مضراب العود من قوادم النسر وكانوا قبله يضربون بالخشب وفيه يقول أبو الفتح كشاجم:

لو لم تحركه أناملها ... كان الهواء يفيده نطقاً

جسته عالمة بحالته ... جس الطبيب لمدنف عرقاً

وفيه يقول أيضاً:

جاءت بعود كأن نغمته ... صوت فتاة تشكو فراق فتى

محفف حفت العيون به ... كأنما الزهر حوله نبتا

دارت ملاويه فيه فاختلفت ... مثل اختلاف اليدين مذ ثبتا

لو حركته وراء منهزم ... على بريد لعاج والتفتا

ومن آلات الغناء التي لا تقل عن العود القانون والمشهور أنه من اختراع الفيلسوف أبي نصر الفارابي فقد ذكروا أنه أصطنع آلة مؤلفة من عيدان يركبها ويضرب عليها وتختلف أنغامها باختلاف تركيبها ولكنها في كل حالة غريبة في بابها وقصة ضربه على آلته عند سيف الدولة مشهورة ولنا في القانون:

أصغت لتسمع شكوتي وتظلمي ... لما رأت دمعي جرى كالعندم

واستنطقت قانونها فأجابها ... في حال قتل المستهام المغرم

سل من أباح لها دمي قانونها ... أو قال قانون بأهراق الدم

ومن آلات الغناء الدف والمزهر والطبل والرباب والمزامير والشبابات والصلاصل