للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[البخاري ضاقت عليه الأرض]

قال ابن عدي: سمعت عبد القدوس بن عبد الجبار السمرقندي يقول: جاء محمد بن إسماعيل إلى خرتنك (قرية) على فرسخين من سمرقند، وكان له بها أقرباء، فنزل عندهم، فسمعته ليلة يدعو وقد فرغ من صلاة الليل: اللهم إنه قد ضاقت عليَّ الأرض بما رحبت فاقبضني إليك. فما تمَّ الشهر حتى مات (١).

* * *

اللهم مزِّق بطنَه

قال الحاكم: حدثنا محمد بن صالح قال: كنا عند أبي عمرو المستملي (٢) فسمع جلبة فقال: ما هذا؟ قالوا: أحمد بن عبد الله (٣) - يعني الخجستاني في عسكره - فقال: اللهم مَزِّق بطنه. فما تم


(١) سير أعلام النبلاء للذهبي (١٢/ ٤٦٦).
(٢) أحمد بن المبارك المستملي النيسابوري: عرف بحمكويه الحافظ العالم العابد الزاهد قال الحاكم: كان مجاب الدعوة. مات سنة أربع وثمانين ومئتين. [السير للذهبي (١٣/ ٣٧٣ - ٣٧٥)].
(٣) أحمد الخجستاني: جبار عنيد ظالم متمرد، خرج عن طاعة صاحب خراسان يعقوب الصفار وتملك نيسابور وغيرها، وأظهر الانتماء إلى الطاهرية، وجعل رافع بن هرثمة أتابكه، وجرت له ملاحم وظفر بيحيى الذهلي شيخ نيسابور فقتله وعتا ثم ذبحه مملوكان له، تملك سبع سنين، ومن جوره أنه لما غلب على نيسابور نصب رمحا وألزمهم أن يَزِنوا من الدراهم ما يغطون رأس الرمح، فأفقر الخلق وعذبهم. [السير للذهبي (١٣/ ٩٦ - ٩٧)] (والقصة الآتية شاهدة على ظلمه).

<<  <   >  >>