للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإسماعيلية؛ تملكوا مصر في هذا الوقت، وبنوا في الحال مدينة القاهرة المعزِّيَّة، فأماتوا السُّنَّة وأظهروا الرفض، ودامت دولتهم أزيد من مئتي عام حتى أبادهم السلطان صلاح الدين (١) ونسبهم إلى علي - رضي الله عنه - غير صحيح (٢).

* * *

[غدر به فأنجاه الله - تعالى -]

قال ابن كثير رحمه الله: وذكر الحافظ ابن عساكر في ترجمة رجل حكى عنه أبو بكر محمد بن داود الدينوري المعروف بالدقي الصوفي (٣)، قال هذا الرجل: كنت أكاري على بغل لي من دمشق


(١) السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن الأمير نجم الدين أيوب الدويني ثم التكريتي المولد: ولد في سنة اثنتين وخمس مئة، تملك بعد نور الدين واتسعت بلاده، قال الموفق عبد اللطيف: أتيت وصلاح الدين بالقدس فرأيت ملكًا يملأ العيون روعة والقلوب محبة قريبًا وبعيدًا سهلاً محببًا وأصحابه يتشبهون به، وأول ليلة حضرته وجدت مجلسه حفلاً بأهل العلم يتذاكرون وهو يحسن الاستماع والمشاركة، حُمَّ صلاح الدين ففصده من لا خبرة له فخارت القوة ومات، وما رأيت ملكًا حزن الناس لموته سواه؛ لأنه كان محببًا يحبه البر والفاجر، توفي في سنة تسع وثمانين وخمس مئة. [السير للذهبي (٢١/ ٢٧٨ - ٢٩١)].
(٢) سير أعلام النبلاء للذهبي، (١٦/ ١٨١).
(٣) محمد بن داود الدينوري الدقي: قال السلمي: عمَّر فوق مائة سنة. قال أبو نصر السراج: حكى أبو بكر الدقي قال: كنت بالبادية فوافيت قبيلة فأضافني رجل فرأيت غلامًا أسود مقيدًا ورأيت جمالاً سنة، فقالا لغلام: اشفع لي. قلت: لا آكله حتى تحله. قال: إنه أفقرني. قلت: ما فعل؟ قال: له صوت طيب فحدا لهذه الجمال وهي مثقلة حتى قطعت مسيرة ثلاثة أيام في يوم، فلما حط عنها ماتت كلها، ولكن قد وهبته لك، فلما أصبحت أحببت أن أسمع صوته فسألته، وكان هناك جمل يستقي عليه فحدا فهام الجمل على وجهه وقطع حباله ولم أظن أني سمعت أطيب صوتًا منه، ووقعت لوجهي، مات سنة ستين وثلاث مئة. [السير للذهبي (١٦/ ١٣٨ - ١٣٩)].

<<  <   >  >>