للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فعرفوها وقالوا: أبو قتادة قتل فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا ولكنه قتيل أبي قتادة عليه برده، فخلوا بينه وبين سلبه وفرسه» قال: فلما أدركني قال: «اللهم بارك له في شعره وبشره، أفلح وجهك قتلت مسعدة؟» قلت: نعم قال: «فما هذا الذي بوجهك؟» قلت: سهم رميت به قال: «فادنُ مني فبصق عليه فما ضرب علي قط ولا قاح». فمات أبو قتادة وهو ابن سبعين سنة وكأنه ابن خمس عشرة سنة قال: وأعطاني فرس مسعدة وسلاحه (١).

* * *

[اللهم بارك لهما]

عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كان ابن لأبي طلحة (٢) يشتكي، فخرج أبو طلحة فقبض الصبي فلما رجع أبو طلحة قال: ما فعل ابني؟ قالت: هو أسكن ما كان، فقربت إليه


(١) سير أعلام النبلاء للذهبي (٢/ ٤٤٩ - ٤٥٠).
(٢) زيد بن سهل الخزرجي هو أبو طلحة: قال فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «صوت أبي طلحة في الجيش خيرٌ من فئة» قال لنا الحافظ أبو محمد: حلق النبي - صلى الله عليه وسلم - شق رأسه فوزعه على الناس، ثم حلق شقه الآخر فأعطاه أبا طلحة، وعن أنس - رضي الله عنه -: أنا أبا طلحة قرأ: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} [التوبة: ٤١] فقال: استنفرنا الله وأمرنا شيوخنا وشبابنا جهزوني فقال بنوه: يرحمك الله إنك قد غزوت على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر ونحن نغزوا عنك الآن قال: فغزا البحر فمات فلم يجدوا له جزيرة يدفنوه فيها إلا بعد سبعة أيام فلم يتغير. مات سنة أربع وثلاثين [السير للذهبي (٢/ ٢٧ - ٣٤)].

<<  <   >  >>