للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأدركت الغنم وقد دخل أوائلها الحصن، فأخذت شاتين من أخراها فاحتضنتهما تحت يدي ثم أقبلت بهما أشتد كأنه ليس معي شيء حتى ألقيتهما عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذبحوهما وأكلوهما، فكان أبو اليسر من آخر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هلاكًا، فكان إذا حدث بهذا الحديث بكى، ثم قال: أمتعوا بي لعمري كنت آخرهم (١).

* * *

[اللهم بارك له في تجارته]

عن عمرو بن حريث (٢) قال: مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بعبد الله بن جعفر (٣) وهو يلعب بالتراب فقال: «اللهم بارك له في تجارته» (٤).

* * *


(١) أخرجه أحمد في المسند (٥/ ٦٨٦ - ٢٨٧).
(٢) عمرو بن حريث المخزومي: أخو سعيد بن حريث، كان عمرو من بقايا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين نزلوا الكوفة. مولده قبيل الهجرة، له صحبة ورواية، توفي سنة خمس وثمانين [السير للذهبي (٣/ ٤٥٩ - ٤٦٢)].
(٣) عبد الله بن جعفر - رضي الله عنهما - ابن أبي طالب: السيدُ العالم، استشهد أبوه يوم مؤتة فكفله النبي - صلى الله عليه وسلم - ونشأ في حجره، وهو آخر من رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحبه من بني هاشم، وكان كبير الشأن كريمًا جوادًا عنه - رضي الله عنه - قال: أردفني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم خلفه فأسر إلي حديثًا لا أحدث به أحدًا، فدخل حائطًا فإذا جمل فلما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - حنَّ وذرفت عيناه، ولعبد الله بن جعفر أخبار في الجود والبذل، وكان وافر الحشمة كثير التنعم، مات - رضي الله عنه - سنة أربع وثمانين. [السير للذهبي (٣/ ٤٥٦ - ٤٦٢)].
(٤) سير أعلام النبي للذهبي (٣/ ٤٥٨).

<<  <   >  >>