للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[عمر والعباس - رضي الله عنهما -]

عن أنس - رضي الله عنه - أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب (١) فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا - صلى الله عليه وسلم - فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال: فُيسقون (٢).

* * *

[اللهم فقهه في الدين]

قال محمد بن سلام: حدثنا أبو عمرو الشعاب بإسناد له قال: كانت أم سلمة (٣) تبعث أم الحسن (٤) في الحاجة فيبكى وهو طفل،


(١) العباس بن عبد المطلب: عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولد قبل أصحاب الفيل بثلاث سنين، قدم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل الفتح وأسلم، وكان شريفًا مهيبًا عاقلاً جميلاً من أطول الرجال وأجهرهم صوتًا مع الحلم الوافر والسؤدد، وثبت أن العباس كان يوم حنين وقت الهزيمة آخذًا بلجام بغلة النبي - صلى الله عليه وسلم - وثبت معه حتى نزل النصر، وأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يهتف يوم حنين: يا أصحاب الشجرة، وكان جهوري الصوت جدًا، ومات سنة اثنتين وثلاثين ودفن بالبقيع. [السير للذهبي (٢/ ٧٨ - ١٠٣)].
(٢) رواه البخاري: رقم ٣٧١٠ ص٣٠٣.
(٣) أم المؤمنين السيدة هند بنت أبي أمية: بنت عم خالد بن الوليد - رضي الله عنه - وبنت عم أبي جهل. من المهاجرات الأوّل وكانت قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - عند أخيه من الرضاعة: أبي سلمة. قال مصعب الزبيري: هي أول ظعينة دخلت المدينة مهاجرة. دخل بها النبي - صلى الله عليه وسلم - في سنة أربع من الهجرة. وكانت آخر من مات من أمهات المؤمنين، عمرت حتى بلغها مقتل الحسين الشهيد فرجمت لذلك وغُشي عليها وحزنت عليه كثيرًا لم تلبث بعده إلا يسيرًا وانتقلت إلى الله، عاشت نحوًا من تسعين سنة - رضي الله عنها - توفيت سنة إحدى وستين [السير الذهبي (١/ ٢٠١ - ٢١٠)].
(٤) الحسين بن أبي الحسن يسار: مولى زيد بن ثابت. عن غاضرة قال: كانت أم الحسن مولاة لأم سلمة أم المؤمنين. ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر - رضي الله عنه - وأمه خيرة، وكان سيد أهل زمانه علمًا وعملاً قال محمد بن سعد: كان جامعًا عالمًا رفيعًا فقهيًا ثقة حجة مأمونًا ناسكًا كثير العلم فصيحًا جميلاً وسيمًا. ومن كلامه: ابن آدم إنما أنت أيام، فكلما ذهب يوم ذهب بعضك. قال أيوب: ما وجدت ريح مرقة طُبخت أطيب من ريح قدر الحسن. مات سنة عشر ومئة [السير للذهبي (٤/ ٥٦٣ - ٥٨٨)].

<<  <   >  >>