للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صرعة تجعله نكالاً

عن أبي بكر الهذلي أن يزيد (١) قال: أدعوكم إلى سنة عمر بن عبد العزيز، فخطب الحسن وقال: اللهم اصرع يزيد بن المهلب صرعة تجعله نكالاً، يا عجبًا لفاسق، غير برهة من دهره ينتهك المحارم، يأكل معهم ما أكلوا ويقتل ما قتلوا، حتى إذا مُنع شيئًا قال: إني غضبان فاغضبوا. فنصب قصبًا عليها خرق فاتبعه رجرجة ورعاع يقول: أطلب بسنة عمر، إن من سنة عمر أن توضع رجلاه في القيد ثم يوضع حيث وضعه عمر. قال الذهبي: قتل عن تسع وأربعين سنة. ولقد قاتل قتالاً عظيمًا وتفللت جموعه، فما زال يحمل بنفسه في الألوف لا لجهاد؛ بل لشجاعة وحمية، حتى ذاق حمامه، نعوذ بالله من هذه القتلة الجاهلية (٢).

* * *


(١) يزيد بن المهلَّب الأزدي: ولي البصرة لسليمان، ثم عزله عمر بن عبد العزيز وسجنه، وكان الحجاج قد عزله وعذَّبه، فسأله أن يخفِّف عنه الضرب على أن يعطيه كل يوم مائة ألف درهم، فقصده الأخطل ومدحه، فأعطاه مائة ألف، فعجب الحجاج من جودِه في تلك الحال وعفا عنه، وكان الحجاج مزوجًا بأخته، وكان ذا تيه وكبر، ثم إن يزيدًا لما استخلف يزيد بن عبد الملك غلب على البصرة فسار لحربه مسلمة، فالتقوا، فقتل يزيد سنة اثنتين ومئة. [السير للذهبي ٤/ ٥٠٣ - ٥٠٦].
(٢) سير أعلام النبلاء للذهبي (٤/ ٥٠٦).

<<  <   >  >>