للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[فأعطني ذلك]

قال أحمد بن فضيل العكي: غزا أبو معاوية الأسود (١) فحضر المسلمون حصنًا فيه علج لا يرمي بحجر ولا نشاب إلا أصاب، فشكوا إلى أبي معاوية فقرأ: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى}. [الأنفال: ١٧]، الستروني منه، فلما وقف قال: أين تريدون بإذن الله؟ قالوا: المذاكير. قال: أي رب قد سمعت ما سألوني فأعطني ذلك: بسم الله. ثم رمى المذاكير فوقع (٢).

* * *

[صلى ركعتين فكفاه الله - تعالى -]

عن الفضل بن الربيع حاجب هارون الرشيد قال: دخلت على الرشيد (٣) أمير المؤمنين فإذا بين يديه صيارة سيوف وأنواع من


(١) أبو معاوية الأسود: صحب سفيان الثوري وإبراهيم بن أدهم وغيرهما، قال أبو داود: لما مات علي بن الفضيل حج أبو معاوية الأسود من طرسوس ليعزي الفضيل. ومن كلامه: من كانت الدنيا همه طال غمه، ومن خاف ما بين يديه ضاق به ذرعه [السير للذهبي (٩/ ٧٨ - ٧٩)].
(٢) سير أعلام النبلاء للذهبي، (٩/ ٧٩).
(٣) هارون الرشيد بن المهدي محمد العباسي: مولده في سنة ثمان وأربعين ومئة، وكان من أنبل الخلفاء وأحشم الملوك ذا حج وغزو وشجاعة ورأي، قيل: إنه كان يصلي في خلافته في كل يوم مائة ركعة إلى أن مات، ويتصدَّق بألف، وكان يحب العلماء ويعظِّم حرمات الدين ويبغض الجدال والكلام، ويبكي على نفسه ولهوه وذنوبه؛ لا سيما إذا وُعظ، وعظه الفضيل مرة حتى شهق في بكائه، ولما بلغه موت ابن المبارك حزن عليه وجلس للعزاء فعزاه الأكابر، مات غازيًا بخراسان وقبره بمدينة طوس، توفي سنة ثلاث وتسعين ومئة. [السير للذهبي (٩/ ٢٨٦ - ٢٩٤)].

<<  <   >  >>