للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الْحَرَالِّي: وقد أنبأ سبحانه وتعالى، في هذه السورة الخاصة بقصة مريم، عليها الصلاة والسلام، من تقبلها وإنباتها وحسن سيرتها، بما نفى اللبس في أمرها وأمر ولدها، لأن المخصوص بمنزل هذه السورة ما هو في بيان رفع اللبس الذي ضل به النصارى، فيذكر في كل سورة ماهو الأليق والأولى بمخصوص منزلها، فلذلك ينقص الخطاب في القصة الواحدة في سورة ما يستوفيه في سورة أخرى، لاختلاف مخصوص منزلها، كذلك الحال في القصص المتكررة في القرآن، من قصص الأنبياء، وما ذكر فيه لمقصد الترغيب والتثبيت والتحذير، وغير ذلك من وجوه التنبيه - انتهى وفيه تصرف.

{وَكَفَّلَهَا}

قال الْحَرَالِّي: من الكفل، وهو حيازة الشيء من جميع جهاته، حتى يصير عليه كالفلك الدائر {زَكَرِيَّا} وفي قراءة التشديد إنباء بأن الله سبحانه وتعالى، هو في الحقيقة كفيلها، بما هو تقبلها، وفيه استخلاص لزكرياء من حيث جعله يد وكالة له فيها. انتهى.

{كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ}

وقال الْحَرَالِّي: هو صدر البيت ومقدمه الذي لا يكاد يوصل إليه إلا بفضل منه وقوة وجهد حرب، {وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا} وذلك

<<  <   >  >>