للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبطن من {عِنْدَ}. {ذُرِّيَّةٌ} فيه إشعار بكثرة ونسل باق، فأجيب بولد فرد. لما كان زمان انتهاء في ظهور كلمة الروح، وبأنه لا ينسل، فكان يحيى حصورا لغلبة الروحانيه على إنسانية - انتهى.

{إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ}

قال الْحَرَالِّي: أعلم الداعي بما لله، سبحانه وتعالى، من الإجابة والقرب وسيلة في قبول دعائه - انتهى.

{فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ}

قال الْحَرَالِّي: فيه إشعار بسرعة إجابته ولزومه معتكفه وقنوته في قيامه، وأن الغالب على صلاته القيام، لأن الصلاة قيام، وسجود يقابله، وركوع متوسط، فذكرت صلاته بالقيام إشعارا بأن حكم القيام غالب عليها - انتهى.

{أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ}

قال الْحَرَالِّي: فذكر الاسم الأعظم المحيط معناه بجميع [معاني -] الأسماء، ولم يقل: {إِنَّ رَبَّكَ} لما كان أمر إجابته من وراء الحكمة العادية. وفي قوله: {بِيَحْيَى} مسمى بصيغة الدوام - مع أنه كما قيل: قتل - إشعار بوفاء حقيقة الروحانية الحياتية فيه دائما، لا يطرقه طارق موت الظاهر، حيث قتل شهيداً - انتهى.

<<  <   >  >>