للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إبطال قول أهل الذمة أنه لم يكن إنسان إلاَّ من نطفة ولا نطفة إلاَّ من إنسان، وفائدته: أنه خلقه من صلصال كالفخار ثم خلق فيه الروح ولم يكن قط في صُلْبٍ وَلاَ رَحِمٍ ولا كان علقة ولا مضغة بل خلق ابتداءً بشرًا سَوِيًّا (١).

... [٣]- إنَّ الهاء إلى آدم - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - والفائدة أَنَّ الله خلق آدم على الصورة التي كان عليها من غير أنْ كان ذلك حادثًا أو شيئًا منه عن توليد عضو أو تأثير طبع أو فلك أو ليل أو نهار، أبطالاً لقول الطبائعيين.

... [٤]- إنَّ الهاء راجعة إلى الله (من طريق الإضافة إلى الله على وجه التخصيص والتشريف) مثل ناقة الله وبيت الله.

وقد رَدَّ ابن فورك على ابن قتيبة على قوله في هذا الحديث: «إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - صُورَةٌ لاَ كَالصُّوَرِ كَمَا أَنَّهُ شَيْءٌ لاَ كَالأَشْيَاءِ». وقال: «هَذّا فَاسِدٌ، لاَ يَلِيقُ بِاللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - لاقْتِضَائِهِ أَنْ يَكُونَ مُؤَلَّفًا مُرَكَّبًا ذُو حَدٍّ وَنِهَايَةٍ وَبَعْضٍ وَغَايَةٍ» (٢).

وَقَالَ ابن الجوزي: «هَذّا تَخْلِيطٌ وَتَهَافُتٌ لأَنَّ مَعْنَى كَلاَمِهِ أَنَّ صُورَةَ آدَمَ كَصُورَةِ الحَقِّ تَعَالَى» (٣).

وقال أيضًا: «إِعْلَمْ أَنَّ فِي هَذِهِ الأَحَادِيث دَقَائِقَ وَآفَاتٍ لاَ يَعْرِفُهَا إِلاَّ العُلَمَاءُ وَالفُقَهَاءُ»

وخلاصة ما قال: للناس في هذا مذهبان:

١ - السكوت عن تفسيره.

٢ - الكلام في معناه.

واختلف أرباب الكلام على ثلاثة أقوال في الهاء:

[١]- أنها تعود إلى بعض بني آدم كما مَرَّ في السبب.


(١) " مشكل الحديث ": ص ٢٤٧.
(٢) انظر " مشكل الحديث وبيانه " لابن فورك: ص ٦٩.
(٣) " دفع شبه التشبيه " لابن الجوزي.

<<  <   >  >>