للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لقد أحب الله للإنسانية مثالاً أخلاقياً كريماً رسمه سبحانه في القرآن الكريم قولاً، فكان رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الصورة التطبيقية الكاملة للرسم الإلهي، وكان بذلك الإنسان الكامل.

لقد كان المثل الأعلى في الرحمة، والمثل الأعلى في الكفاح والمثل الأعلى في الصبر المجاهد المتفائل، والمثل الأعلى في الصدق، في الإخلاص، في الوفاء، في البر، في الكرم.

لقد وصفه الله سبحانه بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (١).

ولا ريب في أنَّ الأُمَّة الإسلامية حينما تقتدي بالرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إنما تقتدي بأعظم البشر رجولة وإنسانية.

وتقتدي بمن أحب الله سبحانه أن تقتدي به.

{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (٢).

وإنَّ العمل على نشر السُنَّة إنما هو توجيه للاقتداء بالرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

واللهَ أرجو أنْ يجعله عام النفع.

وأنْ يهدي به.

وأنْ يجعله ذخيرة، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاَّ من أتى الله بقلب سليم.


(١) [سورة القلم، الآية: ٤].
(٢) [سورة الأحزاب، الآية: ٢١].

<<  <   >  >>