للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ذلك - كما يقول الأستاذ الجليل أبو الحسن الندوي - إلى الوسائط التي وقعت في رواية الحديث، وهم الرواة الذين رووا هذه الأحاديث ز

فعنوا بمعرفتهم ومعرفة أسمائهم وأسماء آبائهم، وحوادث حياتهم وأخلاقهم، ومكانتهم في الأمانة، والصدق، والحفظ.

وهكذا أصبح الذين اتصلوا بالشخصية الكريمة التي وعد الله لها بالخلود وبقاء الذكر وانتشار الاسم {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} (١) أصبح الذين اتصلوا بها موضوع الدارسين، والباحثين، وخرجوا من زوايا الخمول واستحقوا الحياة والاشتهار، وأصابعهم فيض من حياة هذه الشخصية الخالدة فحيوا وظهروا واحتفظ التاريخ بأسمائهم وأحوالهم، ورآه حَقًّا على نفسه، وهكذا ظهر علم أسماء الرجال في عالم الوجود، وكان من مفاخر هذه الأمة التي لا تشاركها فيها أمة من الأمم، قال الدكتور «اسبرنجر» (*) في مقدمته الإنجليزية على كتاب " الإصابة في [تمييز] الصحابة " للحافظ ابن حجر العسقلاني ما ترجمته: «لم تعرف أمة في التاريخ، ولا توجد الآن على ظهر الأرض، وفقت لاختراع فن من أسماء الرجال الذي نستطيع بفضله أن نقف على ترجمة خمسمائة الف (نصف مليون) من الرجال».

ولم يعن المحدثون بتعريف رجال الحديث فحسب،


(١) [سورة الشرح، الآية: ٤].

<<  <   >  >>