للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وما من شك في أن سلفنا الصالح بدأ بالاهتمام بالإسناد:

أي بالاهتمام بهؤلاء الذين رَوَوْا الحديث واحدًا عن واحدٍ حتى وصلوا به إلى رسول الله رَسُولِ اللهِ - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أو إلى أحد الصحابة - رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ -.

ولقد اهتموا بالإسناد إلى درجة أن يجعلوه من الدين، يقول الإمام الزُّهْرِي: «الإِسْنَادُ مِنَ الدِّينِ».

لقد بحثوا عن هؤلاء الذين جاء حديث رَسُولِ اللهِ - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن طريقهم:

لقد بحثوا عن ميلادهم، وعن وفاتهم، وعن أخلاقهم، وعن غفلتهم وسهوهم، أو يقظتهم وصحوهم وعن ذاكرتهم وضبطهم، لقد بحثوا عن كل ما يتصل بهم في ألفاظهم التي ينطقون بها، وفي سلوكهم الذي يسيرون عليه، وفي سمتهم من ناحية الوقار والخفة، وفي أهوائهم ومشاربهم، وفي نزعاتهم، وفي ميولهم على وجه العموم.

لقد اخترع المسلمون علم تشريح كامل، وضعوا به على مائدة المعرفة ما يقرب من نصف مليون من البشر.

لقد اخترعوا عِلْمًا لم يخترعه سابقوهم، حتى بالنسبة لكتبهم المقدسة ولم يصل إليه لاحقوهم حتى في العصر الحديث.

<<  <   >  >>