للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بسم الله الرحمن الرحيم

[تصدير]

عظُمت الغاية فشقَّ السبيل، ووُلد هذا المعجم بعد وفاة صاحبه، كما أراد له وخطَّط ومنهج وتابع تنفيذ أكثره؛ ليكون واحدًا من أهمّ المعاجم اللغوية المعاصرة التي تفتقدها المكتبة العربية، ملبِّيًا حاجة الناطقين بالعربية إلى معجم يستقصي جميع الكلمات الجديدة، والدلالات المستحدثة، والاستعمالات الحيَّة، معتمدًا على معطيات العصر الحديث وتكنولوجيا المعلومات في جمع المادة وتصنيفها وتخريجها وتدقيقها، كما لا تنحصر قيمة هذا المعجم في حداثته فقط، ولكن تمتدّ لتشمل منهجيّته وإجراءات العمل فيه وآليات تنفيذه وإخراجه، واتباعه أحدث المواصفات العالمية في صناعة المعاجم وإخراجها.

ذلك ما حرَص عليه صاحب المعجم، الذي وضَع خُطّته، وانكبَّ يعمل ويمنهج ويتابع تنفيذ فريق العمل المعاون له بدأَب ونشاط، ولكنَّ الموت كان سبَّاقًا، فاختاره الله عزّوجلّ إلى جواره، ولم يتبقّ إلا تنفيذ اليسير من خطَّة العمل، فواصل فريق العمل- الذي حرَص على إعداده وتدريبه ومنحه من فيض علمه وخبرته- الطريق، فاستطاع أن يسير على الدرب في يُسرٍ وانضباط؛ ليُخرِج إلى المكتبة العربية حُلما راوَد علَمًا من أعلام العربية وأحد مؤسِّسي صناعة المعاجم في العالم العربي.

وقد جاء معجم اللغة العربية المعاصرة- بالإضافة إلى معاجمه الأخرى- تطبيقًا لأحد الآراء النظريَّة التي كان ينادي بها العالم الراحل، وهو إصدار المعاجم الجماعيَّة بالاعتماد على فكرة فريق العمل ذي الكوادر المدرَّبة، وتلافي الفرديَّة كعيبٍ أساسيّ في إنتاج المعاجم العربية؛ ففي ظلِّ المنافسة المستمرة وزيادة الاهتمام بإصدار المعاجم مع مجيء القرن العشرين، وتحوّلها إلى صناعة، ومع تضخُّم حجم المادة التي يُتعامل معها نتيجة التوليد المستمرّ للألفاظ اللغويّة والتطوُّر المستمرّ للدلالات، وضرورة اعتماد المعجم الحديث على لغة العلوم والآداب والمعارف المختلفة؛ فإنه لا يمكن الآن تصوُّر إنجاز معجمٍ ما- بالكفاءة المطلوبة- بجهدٍ فرديّ، ولا يمكن لباحثٍ واحد أو مجموعةٍ من الباحثين متَّحِدي الثقافة الاضطلاع بهذا الأمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>