للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الطليان قوة مؤلفة من ٥٠٠ جندي قضى عليها الأحباش فاغتاظ الطليان لذلك فأبلغوا قوتهم في مستعمرة أريترة إلى ١٨ , ٠٠٠ جندي وقرروا الحرب.

وحشد الأحباش رجالهم في آذار سنة ١٨٨٨ أمام موضع دفاع الطليان وكان عددهم بالغاً زهاء ١٠٠ , ٠٠٠. فخشي الطليان عاقبة الأمر ومالوا إلى المسألة فانسحب الأحباش لأن المهدي كان يهدد مقاطعة أمحرة فهاجمها بجيوشه ودخل عاصمتها جوندار فدمرها، فظن الطليان أن القتال بين الحبشة والمهدي سوف ينهك الأحباش فيجيبون مطالبهم لذلك أعادوا قواتهم إلى إيطاليا وتركوا ٨٠٠٠ جندي في أريترا.

وفي أوائل سنة ١٨٨٩ جهز الأحباش بقيادة النجاشي (يوحانس) جيشاً بقوة ١٨٠ , ٠٠٠ كما سبق ذكره وتقدموا نحو المهدي فوقعت معركة في (متمة) مات فيها النجاشي جريحاً وبعد أن ترك الأحباش ٣٠ , ٠٠٠ قتيل في ميدان المعركة رجعوا إلى بلادهم خاسرين.

منليك ملك الملوك

كان ملك شوعا أقوى ملوك الحبشة كما نعلم وكان من سلالة الملوك الذين يمتون بنسبهم إلى النبي سليمان وزوجته بلقيس ملكة سبأ. فاحتل منليك مدينة هرر في سنة ١٨٨٧ وبسط حكمه على الغالا كلها، واستولى على مقاطعة كانا وما يجاورها فأصبح بذلك ذا نفوذ عظيم، فأراد الطليان أن يستفيدوا من حرب داخلية بالانحياز إلى جانب منليك متألبين على النجاشي (يوحانس) فأعطوه ٥ , ٠٠٠ بندقية و ٢٠٠ , ٠٠٠ طلقة ليبقى على الحياد عندما يقاتل الطليان النجاشي (يوحانس)، وكان الكونت (انطونلي) على رأس الوفد الموفد إليه فتذاكر الوفد مع منليك في الوقت الذي مات (يوحانس) في معركة متمة. فقبل منليك شروط معاهدة (أوكسالي) في سنة ١٨٨٩ وكانت خلاصة أحكام المعاهدة ما يلي:

(تبادل الممثلين السياسيين، قبول خط الحدود بصورة عامة، دفع رسوم جمركية بمقدار ثمانية في المائة عن الأموال الطليانية التي تدخل أرض الحبشة عن طريق مصوع وضرب النقود الحبشية في إيطاليا، وقرض الحبشة أربعة ملايين ليرة ذهباً، وحرية التجارة على أن ينفذ حكم المعاهدة في بلاد الحبشة برمتها).

وكانت المادة السابعة عشرة تقضي على الحبشة بأن ترضى بتوسيط إيطاليا في علاقتها بالحكومات الأخرى. وكانت هذه المادة سبب الحرب بين الحبشة وإيطاليا.

<<  <  ج:
ص:  >  >>