للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[في الأدب الإنكليزي]

٥ - الكائنات الغيبية في شعر شكسبير

بقلم خيري حماد

الأحلام:

إن اهتمام شكسبير بالأحلام ليفوق اكتراثه للعفاريت، فقد جعل منها في كثير من الأحيان قسماً من أقسام الرواية الأساسية بحيث تشكل ما نسميه موضوع الرواية. وهناك عدد من الأحلام في رواياته كان له أثر غير قليل في مجرى الرواية وسياقها التمثيلي. فحلم كلوسستر في القسم الثاني من رواية هنري السادس، وحلم كلارنيس في رواية ريشارد الثالث، وحلم كلبورنيا في رواية يوليوس قيصر، وحلم العرّاف في سمبالين، كلها تكون جزءاً غير قليل من هيكل الرواية التي ذكرت فيها.

وجميع هذه الأحلام التي ذكرتها عدا حلم العراف سمبالين تنبئ عن الموت والخراب؛ فكلوسستر يرى في نومه غلاماً قد لدغته أفعى سامة فقتلته على الفور؛ وكلارنس يحلم أن أخاه قد رمي به في بحر خضم فأغرقه حيث لا رجعة له بعد ذلك؛ وكلبورنيا أبصرت في نومها زوجها قتيلاً بين أيدي مغتاليه ورأت جسده يسيل الدم من جوانبه وقد اجتمع جميع الرومانيين حوله ليرشفوا من دمائه.

وكان الناس على اختلافهم يعتقدون أن الملكة ماب تبعث هذه الأحلام في الصدور؛ وتتجلى لنا هذه الفكرة من أجابه مركونيو لرفيقه روميو إذ يقول: (وإني لأظن أن الملكة ماب قد لازمتك ليلة البارحة)

لقد تحققت جميع الأحلام التي وردت في روايات شكسبير؛ ومن هذا يظهر لنا أن الشاعر كان يعتقد اعتقاداً جازماً في الأحلام وتأثيرها على المجتمع البشري، وهذا الاعتقاد هو ما نسميه اليوم بعلم تفسير الأحلام.

التنبؤ والتنجيم:

تحتوي روايات شكسبير على عدد كبير من النبوءات التي تختلف بحسب أهميتها وكونها

<<  <  ج:
ص:  >  >>