للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يا أبطال هيلاس! يا وزراء مارس!

لست ادري ما أقول ردّاً على أخيل العظيم، بيد أنني سأفتح له قلبي، واكشف لكم أمامه عن سريرتي، وسيد الأولمب على ما أقول وكيل!

أبداً والله ما كنت سبب هذه المأساة التي أغرت بيننا العداوة، وأججت نيران هذه البغضاء! وأبداً والله ما آثرت أن يكون بيننا ونحن في هذا الأمر ما نحن، شئ من تلك القطيعة التي دفعنا ثمنها غاليا: أرواحاً مطهرة ودما زكياً وشبابا أنظر الشباب!!

أبداً والله ما أثرت من ذلك شيئاً قط؛ ولكنها المقادير، ومشيئة سيد الأولمب، وهذه الربات الغالبات (ارينيس) اللائي تحالفن علي، فغشّين بصيرتي، وأذهلنني عن نفسي، فأتيت ما أتيت على غير وعي مني، ولا هدى ولا برهان مبين!. . . ولقد ثاب إلى رشدي، وارتفع الحجاب عن بصيرتي، ساعة إذ أبصرت هكتور يأخذ جموعنا فيحصرهم بينه وبين البحر، كأشد ما يكون حصار بين موتين! عندها، ذكرت أخيل! وذكرت أنني آثم في حق أخيل، وان أخيل لو كان في هذه الحلبة لما ملك هكتور رشاده، وما ملكت رجلاه أن تحملاه! فزاغت عيناي، واستبنت ضلالتي، واستغفرت الآهة من أجل آثامى!

أخيل:

ما أعظمك حين نسيت غضبتك، وسعيت إلى خصمك، ومددت إليه بيمينك من اجل الوطن! مرحبا بك يا أخي؟ ومرحبا بصلح يغسل الضغن، ويذهب بالجفوة، ويرأب ما أنصدع من شملنا جميعا!

على أنى أرى أن أمهر صلحي وأؤكد محبتي، ياللهي الغالية، والهدايا العالية، وبكل مذخور ثمين؛ فهلم يا ابن بليوس هلم؛ هيئ الصفوف وجيّش الفرق، حتى أعود إليك بتذكاراتي. . .)

وأبى أخيل أن يلهو أحد في تلك الساعة، أو يشتغل إلا بالحرب. والاستعداد ليوم الفصل؛ فشكر اجاممنون، ورجاه أن يلبث معه حتى يأخذ كل عدته؛ ولكن اوليسيز الجريح يتدخل، ويرجو أن ينطلق اجاممنون فيأتي بالعطايا واللهى،. . . وبالغادة المفتان، بريسيز، فتنة الفتن، ونادرة الجمال؛ نقية كما هي، أخيلية كما فَصَلت من خِدْر مولاها يوم الخصام الأكبر. وأنا اقسم لأخي على ذلك ويقسم عليه ويؤكده اجاممنون).

<<  <  ج:
ص:  >  >>