للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والأغرب من كل ذلك أن الحكومة الطليانية كانت ترغب في إدارة رحى الحرب دون إنفاق المال. ولما طلب الجنرال باراتيري المال أجابه رئيس الحكومة (كريسبي) بأن نابليون الأول كان يحارب حروبه بمال العدو؛ قال هذا ناسياً أن الساحة التي يتحرك الجيش فيها هي أرض قفراء لا ماء ولا أقوات كافية فيها.

الشروع في القتال

توترت العلاقات في مايو ١٨٩٤. وفي آخر شهر من هذه السنة ظهرت علائم التمرد في جنوبي أسمرة. وكان المحرض على ذلك رأس تيجري (منيغسيا)، ولما سمع الطليان أنه يجمع الجنود طلبوا منه تسريحهم فلم يجب طلبهم.

وعلى أثر ذلك تقدمت القوة السفرية المكلفة بستر أسمرة ومصوع بقيادة الجنرال (باراتيري) إلى شمال نهر مارب وعسكرت هناك.

وفي ١٣ يناير ١٨٩٥ عبر (منيغسيا) نهر بلزة فتقدم الجنرال نحوه ونشبت المعركة في كواتيت. ورتب باراتيري ثلثي قوته مع البطرية الجبلية في الخط الأول، وترك باقي القوة في الخط الثاني لحماية جانبه الأيسر.

وكان الأحباش يسعون للالتفاف حول هذا الجانب إلا أن إرسال الوحدات الأهلية للنجدة، وثبات الطليان في الجبهة، واشتراك جميع القوات في القتال على التدريج مما ساعد باراتيري على الاحتفاظ بموقفه، وتوقف القتال بعد الظهر واستمرت المناوشات الخفيفة إلى المساء وانسحب الأحباش ليلاً.

وشرعت القوات الطليانية في المطاردة في ١٥ يناير ١٨٩٥ وتقدمت طول النهار ولحقت بالأحباش في سنافة. وبعد إطلاق بضع طلقات انسحب الأحباش، وتقدم الطليان على طريق الهضبة دون أن يضطروا إلى عبور الأنهار، ودخلوا ادجرات في ٢٥ أبريل ١٨٩٥. وفي شهر مايو بدأ موسم الأمطار الغزيرة فتوقفت الحركات.

أما الأحباش فأخذوا يجمعون قواتهم لمقاتلة الطليان، وكانوا يأملون أن يتم الحشد في الخريف، فشرع الأحباش في الهجوم على الطليان لإخراجهم من البلاد. أما الطليان فأنجزوا تحكيم موقع ادجرات في شهر يونيو. والموقع كما نعلم يرتفع عن سطح البحر ٢٥٤٥ متراً وهو صالح لإقامة الأوربيين من حيث الهواء. وهو أيضاً موقع خطير في حد

<<  <  ج:
ص:  >  >>