للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الحيوانات، ثم أخذت هذه الحيوانات تتساقط واحدة بعد اخرى، وتعجلها الموت فازدحمت بين يدي كوخ، فاشتغل من يومه ثماني عشرة ساعة قضاها في شق جثتها وتفحص ما بها، ثم في امتحان ما وجد فيها تحت المكرسكوب بعينه العمشاء.

قال كوخ لتلميذيه الأقدمين لفلا وجفكي: (إني لا أجد هذه العصي الزرقاء إلا في الرجل أو في الحيوان المسلولين. ولقد نظرت كما تعلمون في مئات من الحيوانات الصحيحة فلم أجد لهذه العصي أثراً).

فقال صاحباه: (ومعنى هذا يا سيدنا الدكتور أنك وجدت البشلة التي هي أصل هذا الداء).

فيقول كوخ: (لا. لا. للساعة لم يتم الأمر. . . إن الذي أتيته قد يقنع بستور، أما أنا فلم أقتنع بعد، فلا بد لي من استخراج هذه البشلات من أجسام هذه الميتات، ولا بد لي بعد ذلكمن زرعها في فالوذج حساء اللحم الذي كنا اصطنعناه. . . (لا بد من الحصول علة زريعات خالصه من هذه البشلات من أجسام هذه الميتات، ثم لا بد لي بعد نسل عدة اشهر، بعيدة عن كل مخلوق حي. ثم بعد ذلك أحقن النسل الأخير الخالص في حيوانات سليمة، فاذا جاءها السل. . . .) وعندئذ انبسطت أسارير كوخ وعلت فمه ابتسامة قصيرة. وعاد لفلار وجفكي إلى أبحاثهما، وفي قلبيهما روعة المعجب خجلة المتسرع الذي يجني النتائج فجة غير ناضجة.

ورسم كوخ في رآسة كل الصور الممكنة لزرع خذا المكروب وبدأ بزرعه على فالوذج حساء البقر. وصنع عشرات من مختلف الأحسية، وصبها في أنابيب وقنيناته ووضعها في درجات من الحرارة مختلفة؛ فبعضها في درجة حرارة غرفته، وبعضها في درجة حرارة جسم الإنسان السليم، وبعضها الآخر في درجة جسم الإنسان المحموم. وأتى ببشلاته من رئات خنازير غينيه فجاءت حالص من كل مكروب ضال يخشة منه أن يكاثرها وهي دقيقة فيسج عليها مسالكها. وزرع هذه البشلات النقية في مئات الأنابيب والقناني، ولكنه خرج من كل هذا - بالخيبة! فهذه البشلات الدقائق التي تتكاثر في أجسام حيواناته تكاثراً سريعاً ذريعاً، هذه البشلات التي تناسلت في أجسام المرضى من بني الإنسان حتى بلغت الملايين، هذه البشلات رفعت أنوفها - على فرض إن لها أنوفاً - عن طعام كوخ اشمئزازاً من احسائه وفواليذهذات يوم خطر لكوخ خاطر فيسبب إخفاقه قال: (إن بشلات السل لا

<<  <  ج:
ص:  >  >>