للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يدور للملك في خلد، أو يقع له بحسبان؛ ولكن الملك يبدي تصميمه ويلح في سؤال الشاب عن هكتور. . . (أما يزال مسجى بين يدي أخيل يشفى بمرآه حرده، أم هو قد أسلمه للسباع وجوارح الطير تنوشه وتغتذي به؟. . .) ويطمئنه الشاب اللعاب الداهية ثم يرثى له فيعده أن يكون قائده إلى فسطاط أخيل. . . (لأن أحداً من الناس لا يستطيع أن يخترق صفوف الميرميدون الدواهي ما لم يكن مخاطرا بنفسه، أو ملقيا بيديه إلى التهلكة. . .) ويستسلم الملك الشيخ، ويلقي في يدي الجندي الشاب بزمامه، ويأذن له فيمتطي الجواد الأمامي الذي يتقدم سائر الدواب. . . وتبدأ الرحلة إلى مرابض الميرميدون. . .

ويتحدث الشاب إلى الملك، ويتحدث الملك إلى الشاب. . . حتى إذا كانا قيد خطوات من معسكر أخيل، مد الشاب ذراعيه المفتولين، ولفهما حول جذع الملك، ثم رقاه رقية قصيرة، وإذا سأله الملك عما يبتغي بها أنبأه. . . (كي لا تمتد إليك عين ولا يلمحك أحد، ولا يحس بمسرانا أي من أولئك الميرميدون. . .) فيسكن جأش بريام الشيخ، ويطمئن قلبه، وتتضاعف ثقته في الجندي الشاب. . .

ويكون فسطاط أخيل تلقاءهما!

فينهض الشاب من جانب الملك، ثم ينتفض انتفاضة تكشف عن حقيقة، ويقول ضاحكاً: (أيها الملك أنت الآن في جوار أخيل، وعليك أن تلقاه في غير هيبة ولا وجل، فادخل غير مستأذن، ولتكن رابط الجأش ساكن الروع، واركع بين يديه ثم ازرف أغلى دموعك حتى تلين ما قسا من قلبه، وتحجر من مشاعره، واذكر له حاجتك فانه راد عليك جثمان هكتور. . . وثق أن السماء قد قضت بذلك، ولا مرد لقضائها. . . أما أنا. . . فلا تنتظر أن أسعى بك إلى زعيم الميرميدون. . . وليس سراً أن أذكر لك أنني. . . هرمز. . . أرسلني أبي إليك لأجيء بك إلى هذا المكان. . . انهض. . . انهض. . . ماذا أخافك مني؟. . . أجل. . . أنا ربك. . . ولكن لتقصر صلاتك هذه، فالفرصة تكاد تفلت. . . تشجع يا بريام. . . قف. . . آمرك)

وينهض الملك من غشيته التي كادت تذهب به حين ذكر له الشاب أنه هو هرمز. . . هرمز نفسه الذي ذكره له إيريس أنه سيقوده إلى فسطاط أخيل. . .

وينظر بريام فيرى إلى. . . الجندي الشاب. . . يرف في الهواء المندى، ثم يرتفع

<<  <  ج:
ص:  >  >>