للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقال إني جئت من بقعة ... خافية تدعونها عبقرا

تسوس فيها الجن عرافة ... ترى بزجر الطير ما لا يرى

الشعر ولاّها شياطينه ... فسادت الهوجل والهوبرا

ساحرة مطلسم مسحها ... تطوي بها الأجيال والأعصرا

تقفوا السعالي أثرها كلما ... أججت المندل والعنبرا

جن من النور جلابيبها ... في كل سعلاة ترى نيرا

تضطرب الأرض متى أقبلت ... قاذفة عزيفها المنكرا

فقم بنا صاح إلى عبقر ... نجوس ذاك المجهل الأوعرا

وانطلق الشيطان في الجو بي ... كأنه النيزك أو أسرع

مكنت من فقاره قبضتي ... مندفعا أصنع ما يصنع

حتى تهاوى بي إلى موضع ... ما راقني من قبله موضع

غمائم زرق على متنها ... منازل جدرانها تسطع

تثور في أبراجها ضجة ... بها يضيق الأفق الأوسع

فقال هذي عبقر ما ترى ... وضجة الجني الذي تسمع

عزت على الأنس فمن حولها ... أبالس الأبراج تستطلع

أنحاؤه الأربع مرصودة ... تحرسها الزعازع الأربع

ما أفلت الإنسي من زعزع ... الا تلقى صدره زعزع

الشهوة:

جنية تمعن في وثبها ... كأن شيئا حولها راعها

حُلَّتها كالضوء شفافة ... عن بشرة تزيد إشعاعها

كأنما الشمس التي كورت ... من حلقات النور أضلاعها

ألقت إلى الأرض بما أبدعت ... ليكبر العالم إبداعها

إن بسطت ذراعها أحجمت ... ملتاعة تود إرجاعها

ثم أراها وهي مأخوذة ... تطوي على ما لا أرى باعها

من عالم الأجساد مبلوَّة ... بنهمة تود إشباعها

<<  <  ج:
ص:  >  >>