للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[النقد]

رد على نقد

٤ - كتاب تاريخ الإسلام السياسي

للدكتور حسن إبراهيم حسن

تتمة

ومن الغرابة أيضاً أن نجد الناقد يأخذ علينا أننا كثيراً ما نستمد ونقتبس من كتب (تاريخ العرب) لسديو، و (موجز تاريخ العرب) للسيد أمير علي، و (الحضارة العربية لجوستاف لي بون، و (أتباع محمد) لواشنجتن أيرفنج، لأنها في نظره أصبحت قديمة قاصرة من حيث المستوى العلمي في الوقت الذي نراه فيه يشيد بمدح المستشرق مرجليوث، ويستدل به في نفي الكتاب عن ابن قتيبة. وقد يدعوه الإعجاب بمرجليوث فيدافع عنه ضمناً بأننا لم نحسن الرد عليه حين قال: (في صدد الرجلين اللذين أرسلهما عامل كسرى على اليمن ليأتياه بالرسول، فلما قدم الرجلان على الرسول (صلى الله عليه وسلم) أخبرهما بأن كسرى قتل وأن ابنه هو الذي قتله)، أن الرسول كان له من يأتيه بالأخبار!! أما والله لولا أن الناقد مسلم كما نعتقد!! لضننا أنه يردد صدى هذا المستشرق الذي ينكر كل معجزة للرسول ويذهب في التأويل بعيداً بحجة المعقول وغير المعقول، ولو كان حصوله أوضح من الشمس في وضح النهار

انظر إلى هذا الناقد يجعل من عيوب كتابنا أننا لم نبطل هذه الرواية الدالة على المعجزة أو نتأولها على الرغم من تعرض كتب السنة الصحيحة لها وإثباتها، وعلى الرغم من أنه يعلم كيف يتغلب التعصب الديني أحياناً على روح العلم والبحث عند بعض المستشرقين، فينظرون إلى ما ورد عن الرسول من خلال مذاهبهم الدينية لا أبحاثهم التاريخية، ولسنا في حاجة لإيراد الأمثلة والشواهد على ذلك، فهي في متناول كثير من الناس

ولشد ما أعجب من حضرة الناقد حين يأبى أن يكيل لنا المدح جزافاً، ولكنه لا يأبى أن يكيل الذم كذلك ويخطئنا تخطئة لا حق له فيها، من ذلك أننا لما روينا قول بعض المؤرخين أن بعض الخوارج كانت تصدر منهم أمور متناقضة تدل على أنهم يخبطون

<<  <  ج:
ص:  >  >>