للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الاجتماعية والأدبية والعلمية، وأن تكون من ثم حلقاتٌ في كل بلد من البلدان العربية تضع لها ميثاقا واحدا ينتظم الجهود الثقافية فيها، مع الحرص على ما للشرق من تقاليد تفرضها أو تحتمها أوضاع الكيان القومي، فقد أخر الشرق كثيرا هذا الاقتباس المشوَّه عن الغرب في أكثر من ناحية من النواحي التي لا تتفق مع تقاليده وروحه، وحالت دون أن يكون له لون من ألوان الامتياز الاجتماعي والأدبي والاستقلال العلمي إلى حد ما يحفظ كرامته. واتجاه الشباب المثقف في مختلف الأقطار العربية يكاد يكون متأثرا بأوضاع شتى ونواح كثيرة متباينة، وهذا يوسع من شقة الخلاف، ويباعد على الزمن بين ما ورثناه من هذه الروابط؛ ذلك لاختلاف الثقافات، واختلاف المناهج التي تفرضها هذه الثقافات؛ وقد يجوز أن يكون مثل هذا في الشرق العربي لو كانت اللغة غير واحدةِ، أو لو كان التاريخ غير واحد؛ ولكن الأمة العربية مهما تباعدت سياسياً، أمةٌ تراثها واحد روحا وتقاليد؛ فيجب أن يكون اتجاهها واحداً في الثقافة حتى يظل لها هذا التماسك القوي المتين.

فتنظيم هذه الرحلات بين الشباب المثقف وسيلة من الوسائل لتكوين هذه الحلقات الثقافية في الشرق العربي أو خطوة أولى إلى توحيد الاتجاه الثقافي فيه، وتلي هذه الخطوة مرحلة أخرى تكون بعقد المؤتمرات الأدبية وتناول ما تقترحه هذه الحلقات من اتجاهات قوية في النهضة الأدبية والاجتماعية، ووراء هاتين المرحلتين مراحل تقترح ليس هذا مجال بسطها؛ وبين يدي الأستاذ الزيات صاحب الرسالة وشباب مصر المثقف هذه الدعوة، ولعلنا إلى تحقيق هذه الأمنية واصلون.

القاهرة

رفيق اللبابيدي

<<  <  ج:
ص:  >  >>