للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

غلطة أف لها، وورطة ليته صمم ولا فعلها) وسنرى فيما يلي صوراً مختلفة لهذه الحالة

وإنما نعرض الآن حياته العلمية في الشام عرضا موجزاً، فنلاحظ أن أغلب مصنفاته كتبها في الفترة التي قضاها بمصر كما نص على ذلك ابنه، ولا ريب أن هذه الحياة الجديدة بما تفرضه من تكاليف ومشاق قد شغلته عن العلم بعض الشيء؛ هذا إلى كبر سنه، فقد تولى قضاء الشام وهو في حدود الستين، فكانت دواعي التأليف قد فترت في نفسه، حتى لنراه في أواخر حياته يميل إلى التأمل، ويجنح إلى (المراقبة)، ويزهد فيما كان مشغوفا به من قبل من المناظرة العلمية على قواعدها المقررة

على أنه قد كتب في الشام أبحاثا جليلة يتجلى فيها عمق التفكير ونفاذ البصيرة والإحاطة، ونجد بعضا منها في ثنايا كتب ابنيه: بهاء الدين أبي حامد أحمد بن علي السبكي، وتاج الدين عبد الوهاب صاحب الطبقات

ثم إنه ما كاد يصل إلى الشام حتى جلس للتحديث في (الكلاسة) وسمع منه أئمة الحديث في عصره كلمزي والذهبي والبرزالي، وقرأ عليه جميع معجمه ابن أبن عمه الحافظ محمد بن عبد اللطيف السبكي. ثم تولى سنة ٧٤٢ (١٣٤١م) مشيخة دار الحديث الأشرفية خلفا للحافظ جمال الدين أبي الحجاج المزي، وفي سنة ٧٤٥ (١٣٤٤م) تولى التدريس في (الشامية البرانية) خلفا لأستاذها شمس الدين ابن النقيب، كما تولى خطابة الجامع الأموي وباشرها مدة لطيفة

(يتبع)

محمد طه الحاجري

<<  <  ج:
ص:  >  >>