للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المجتمع الرفيع يدبر معها الخطط والمشاريع المريبة؛ وذاعت هذه الوقائع والفضائح المزرية، وكادت تدفع بالمغامر الجريء إلى غمار لا تحمد عواقبها، ولكنه آثر الهجرة مرة أخرى، ويمم عندئذ شطر هولندة مزوداً ببقية من المال والجاه وتوصيات بعض الأكابر

ونزل كازانوفا في لاهاي سنة ١٧٥٩؛ واستأنف هنالك حياة البذخ والطرب، يعيد سيرته التي جازها في كل المواطن، عاشقاً مضطرماً تحمله شهواته حيثما يحمله ظفره، وتسقطه فرائسه بين أذرعه تباعا، ويبتز المال من هنا وهنالك بكل الوسائل والحيل، ويستمرئ حياة الخديعة والشعوذة والغواية إلى الذروة، ويثير حوله بعد حين نفس الشكوك والريب التي يثيرها أينما حل؛ وإذ يشعر بأن وسائله وحيله ومظاهره كلها قد نفقت، وأن الجو يتجهم من حوله، يعتزم الرحيل والنقلة. وهكذا غادر كازانوفا لاهاي كما غادر باريس من قبل مثقلاً بالريب والفضائح، وهبط إلى لندن في خريف سنة ١٧٦٣ تحدوه آمال وأماني أخرى

(للبحث بقية)

(النقل ممنوع)

محمد عبد الله عنان

<<  <  ج:
ص:  >  >>