للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

نابليون: المائة يوم

للسنيور موسوليني والسنيور فورزانو

نقلها إلى العربية الأديب يوسف تادرس

للأستاذ محمد فريد أبو حديد

مازال عظماء الرجال موضع تفكير الإنسانية وبحثها، ومهما كتب الكتاب في عظيم لم يستوعبوا أسراره بل تبقى في نواح منه مواضع فسيحة للأجيال المقبلة وبحثها، ولقد كان نابليون أعظم من ظهر في الإنسانية في تلك القرون الأخيرة من رجال الحرب والسياسة، ولئن نفِس عليه الأدباء عظمته وأبو عليه الزعامة فيهم، فلن يستطيعوا أن ينكروا أنه قد كان أديباً، وأنه كان شاعراً، لا بأنه كتب الكتب وألف القصائد، بل لأنه كان له فن الكاتب وخيال الشاعر. ولقد حاول أن يجول في ميادين الأدب الخالص كما حاول من قبله قيصر، فلم تترك له مشاغل المعمة ومشاكل السياسة فراغاً لذلك

وقلما نجد لغة من اللغات الحية ليس فيها ذكر لذلك الرجل العظيم، ولم تكن القصة مقصرة في ذلك عن التاريخ، فإن كتاب القصص وجدوا في حياته مواطن كثيرة يخرجون منها إلى خيال رائع أو تحليل بديع. فقد كان نابليون على شهرته وتطلع العيون إليه محاطاً بجو من الغموض يجعل في حياته مسارح لقناص الرواية وصيادي الحكاية

وقد اختلفت نظرات الناس في نابليون اختلافاً لا ينم عن شيء نميمته عن عظمته واتساع شخصيته. ولكن لم يكن في مقدور البشرية أن يدرك شخص كنه شخص آخر. فما زال تقدير الناس لنابليون تقديراً يقرب بهم إلى الحقيقة ولا يلمسها. فكل من كتب فيه قارب ولم يصب، ودنا ولم يصل. غير أن بعض الواصفين أقدر من بعض على قصد المرمى وبلوغ المدى، وذلك أن يكون الواصف فيه شيء من طباع الرجل وخلقه وآرائه. فإذا تحقق ذلك كان الواصف أدنى ما يكون من الحقيقة

وقد كتب هذه القصة التي بين يدينا الآن رجل عظيم تدنيه من نابليون علاقات كثيرة ومشابهات متعددة وذلك هو موسوليني، فكلاهما إيطالي، وكلاهما رجل حرب، وكلاهما

<<  <  ج:
ص:  >  >>