للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

مجلس العموم عما إذا كانت النمسا في الدول التي يريد الهر هتلر عقد محالفات (عدم الهجوم) معها، اضطر الهر هتلر إلى التصريح لمراسل جريدة لندنية بأنه مستعد لعقد معاهدات (عدم الهجوم) مع النمسا وكذلك مع تشيكوسلوفاكيا. . .

أما الجنرال كيرنك فكان يحمل علم التهديد، وقال في خطابه الذي ألقاه في فرنكفور في ١٧ مارس: ربما أثر التهديد (بالعقوبات) في ألمانيا عام ١٩٣٢، ولكنه لا يؤثر على الشعب الذي تدرب طيلة السنوات الثلاث الأخيرة في مدرسة النازي، وإن استعمل الضغط الاقتصادي ضد ألمانيا فإنها تدعو الحزب النازي إلى المعركة القاسية التي تولد حماسة مقدسة وتشد عزم الشعب الألماني وتزيد قواه، وأن تهديد ألمانيا حربياً لا يثبط عزيمتها، بل هي تجيب على ذلك: (إنكم كنتم نياماً. أما ألمانيا فلم تكن نائمة) أنها قد تسلحت وأصبحت جد قوية، وهي لا تهاب شيئاً. . . وإن الذي يود تهديدها والاعتداء عليها سيدفع ألوفاً من الأرواح بدل كل (بوصة) من الأراضي الألمانية. . . ولا يحق لأحد غير الشعب الألماني أن يحكم فيما إذا كان عمل ألمانيا قانونياً أم لا (!!). إن ألمانيا قدمت خدمات جليلة للسلام، غير أن هناك أموراً لا يمكنها عملها: يجب أن تبقى الجيوش الألمانية في أراضي الرين

وكان الدكتور كبلس يساعده على رفع ذلك العلم، فحاول في الخطاب الذي ألقاه في ١٠ مارس في برلين مجيباً مسيو سارو الذي قال بأنه لا يمكن الاعتماد على المعاهدات التي تعقد مع ألمانيا، إقناع الرأي العام بأن ألمانيا تحترم إمضاءها وتحافظ على حرمة المعاهدات التي توقعها، ودليله على ذلك بأن ألمانيا محترمة معاهدتها مع بولونيا (!). وقال بأنه يجب على فرنسا أن تعتبر بدقة الحالة الراهنة، لا بالتشبث ببنود معاهدة لا يمكن للشعب الألماني احتمالها (!!)

ولقد خرج في كلامه عن اللياقة الدبلوماسية حين قال في خطابه الذي ألقاه في فرنكفور في ٢٣ مارس: (إن ألمانيا ترفض العمل ضمن الدائرة السياسية القديمة. سياسة القطة التي تسير حول الحليب الساخن. إن الجيوش الألمانية قد احتلت أراضي الرين، فيجب أن تبقى هناك برمتها دون أن يسحب منها جندي واحد. . . وسترغم الأمم على المفاوضة مع ألمانيا حسب (اقتراحات الهر هتلر) خلال الأشهر القادمة، أرادت ذلك أو لم ترده. . . . . .

(لندن)

<<  <  ج:
ص:  >  >>